عليك أن تعمل بجهد، وعليك ألا تستسلم أبدًا وأن تكون طموحًا. ولكن الاهم من ذلك، عليك أن تكون شغوفًا. وإن لم تكن شغوفًا تجاه عملك ومهاراتك، فكيف تتوقع أن تتحسن؟".

هذه الكلمات ليست لرجل أعمال كبير، ولا لشخص عالمي ناجح ومشهور ... إنها للمبرمج اللبناني ناجي القادري الذي يبلغ من العمر 15 سنة وقد أنجز 10 ألعاب الكترونية، منها "Flappy Bird" و "Round".

هو لبناني أخر أثبت أن ما يمر به لبنان من مشاكل سياسية وإقتصادية وإجتماعية لم ولن يؤثر على طموح شبابه، وأن الصورة التي يرسمها البعض للبنان على أنه جزء من منطقة دائمة الإشتعال والمشاكل، وعلى أنه بلد غير قابل للتطور والتقدم بسبب مشاكله الداخلية، هي صورة خاطئة... فنحن نمتلك مواهب وموارد بشرية قادرة على أن تكون الأفضل في العالم إذا لاقت الدعم المادي والجو الملائم.

ولأن القادري ليس بفتى عادي، بل بدأ العمل في مجال الالعاب الالكترونية منذ كان في الـ 12 من عمره وقام بتأسيس شركة خاصة به  "Lightbulb Games Studio"، كما يدير مدونته الخاصة حيث يكتب عن تجاربه ويقدم نصائح للمبرمجين الطامحين، كان لـ"الإقتصاد" لقاء خاص معه أشار خلاله الى أن شغفه بالألعاب الإبكترونية منذ الصغر هو الأمر الذي دفعه الى البحث عن كيفية صناعة وإنشاء هذه الألعاب.

وقال "منذ كان عمري 12 عاما كانت كل إهتماماتي تصب في هذا المجال، لذلك بدأت البحث عن كيفية العمل لإنشاء هذه الألعاب وإستعنت بكتب متخصصة. ومع الوقت تطور الأمر دون أي مساعدة من أحد الى ان أصبحت على علم بطريقة صنع ألعاب الكومبيوتر والإنترنت".

وعن الألعاب التي قام بإنشائها وتطويرها أشار القادري الى أن أول لعبة كانت عبارة عن "Farming game" وهي لعبة خاصة بالزراعة، وبسيطة وسهلة ومسلية، حيث يقوم المستخدم من خلالها بالإهتمام بأرضه الخاصة وزرعها وحصدها.... أما اللعبة الأخيرة التي طورها ناجي فهي لعبة "Round"، وهذه اللعبة هي عبارة عن مجسم دائري "Circle" يجب على المستخدم تمريره بين خطوط وعوائق معينة وتجميع أكبر عدد من النقاط.

وتابع في لقائه مع "الإقتصاد" قائلا "منذ بدأت بصناعة الألعاب الذكية أنشأت حوالي 10 ألعاب مختلفة موجودة على الإنترنت، وإثنين من تلك اللألعاب موجودة اليوم على "Amazon Store" وهما لعبتي "Round" و "Square"... كما أعمل حاليا على تنزيل بعض الألعاب على متجر "غوغل" للألعاب ( Google Store)".

وعن سبب إنتشار إسمه في الصحافة العالمية ، قال "منذ فترة قصيرة قمت بالتواصل مع شركة لبنانية تعمل في صناعة الألعاب وهي شركة "Game cooks" وأعجبوا جدا بالألعاب التي عملت عليها، وبعد ذلك علم موقع "Stepfeed" بالخبر وكتب مقالا عن الموضوع وبدأ هذا المقال ينتشر أكثر في الصحافة".

وفي سؤال عما إذا تلقى أي عرض من شركات محلية أو عالمية للعمل معهم قال "بعد إنتشار الأخبار تلقيت عرضا من شركة لبنانية متخصصة في مجال التطبيقات وألعاب الإنترنت لإجراء فترة تدريبية تمتد حوالي شهر ونصف، ولكن ليس هناك أي عروض عمل رسمية".

ويؤكد ناجي أنه سيستمر في هذا المجال مستقبلا وأنه سيتخصص به في الجامعة.

أما عن رأيه في صناعة التطبيقات الذكية في لبنان يقول القادري "إنها تتطور يوما بعد يوم، ولكننا نحتاج للعمل أكثر على التسويق للتطبيقات والألعاب اللبنانية لتنتشر أكثر خارج لبنان ولتحصل على أعداد مستخدمين أكبر حول العالم".

أما فيما يتعلق بمشاريعه المستقبلية فأشار الى أن هناك لعبة جديدة يعمل عليها بالتعاون مع شركة "Game cooks"، وستكون بتقنية الـ3D، وتحتوي على العديد من المراحل الجديدة والمسلية.

وتجدر الإشارة الى ان القادري بدأ بمبادرة فردية، فعلّم نفسه بنفسه، وإحترف أصول البرمجة منذ البداية وصولاً الى إتقانه لغات المبرمجة الاكثر تطورًا والمستخدمة في مجال صناعة الالعاب الالكترونية.

في قصّة ناجي القادري إبداع مدهش وإصرار فريد على النجاح وبعد تحقيقه إنجازات عدّة بسنّ صغير، من المؤكّد أن مستقبله سيكون واعدا ومزدهرا.