ألين شيرينيان هي مدونة الكترونية متخصصة في مواضيع الجمال والموضة، ومديرة قسم وسائل الإعلام الاجتماعية في وكالة للإعلانات في بيروت. أطلقت مدونتها الالكترونية الخاصة "Nouchaline" عام 2009 كهواية، ثم بدأت مع الوقت بالانخراط أكثر فأكثر في مجتمع الانترنت والاعلام الاجتماعي. أنهت تخصصها الجامعي عام 2013، وحصلت على اجازة في إدارة الأعمال، وأخرى في التسويق والدراسات الإعلامية من "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB".

"الاقتصاد" التقت مع ألين شيرينيان للحديث عن عملها في المجال الالكتروني، والتحديات التي تواجه العاملين في هذا الميدان في لبنان. كما تطرقت الى موضوع المرأة اللبنانية على الصعيدين الاجتماعي والسياسي.

- كيف قررت تأسيس "Nouchaline"؟

أطلقت مدونتي الخاصة عام 2009 كهواية، أثناء دراستي الجامعة. وحينها لم تكن لدي رؤية حول مستقبل هذه المدونة، لكن مع مرور الوقت بدأت بالتعرف أكثر على هذا المجال؛ أي الكتابة، وطريقة إنشاء المحتوى والتعامل مع وسائل الإعلام الاجتماعية، وغيرها.

فأنا لطالما أحببت الكتابة والأزياء أيضا. وبعد حوالي سنتين من قراءة عدد من المدونات الالكترونية الخاصة بالموضة والجمال، قررت أن أؤسس مدونتي الخاصة.

في البداية، لم أخبر أحدا عن هذه الخطوة، ولا حتى أصدقائي المقربين أو عائلتي، ولكن مع مرور الوقت شعرت براحة أكبر، وقررت مشاركة هذه المعلومة معهم.

ولا بد من الاشارة الى أنني أردت اطلاق المدونة لأنني اعتبرتها بمثابة منصة مثالية، تتيح لي أن أكون خلاقة، وأن أكتب عن المواضيع التي لم أشعر بالراحة في التحدث عنها في الأماكن العامة. كما أنها تشكل منفذا رائعا لتجربة أشكال جديدة من وسائل الإعلام، مثل الصور ومقاطع الفيديو.

- من يتابع "Nouchaline"؟ وما الذي يميزها عن غيرها من المدونات؟

أتباع "Nouchaline" هم بالأساس شابات في العشرينيات من العمر، علما أنه لدي أيضا قراء كبار في السن وصغار، يعيشون في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في لبنان.

متابعو المدونة هم أشخاص يحبون الموضة والجمال، لكنهم لا يهتمون كثيرا بالعلامات التجارية الكبرى والاتجاهات السائدة، ويسعون الى تعلم نصائح وحيل جمالية، ويبحثون دوما عن منتجات جديدة.

- هل تمكنت من ايصال "Nouchaline" الى خارج لبنان؟

كان لقائي الدولي الأول مع فتاة من نيويورك، عثرت بشكل عشوائي على المدونة في أواخر عام 2009. وفي البداية، لم أكن أعلم كيف ستكون ردة فعل الجمهور اللبناني على مدونتي، لأنني لست "فتاة الموضة" النموذجية، لذلك أنا لم أخبر أحدا بذلك، لكن مع مرور الوقت اكتشف عدد كبير من الأشخاص "Nouchaline"، وبدأوا بمتابعتها بشكل دائم. وفي العصر الحالي، أصبح كل شيء عالمي بفضل وسائل الإعلام الاجتماعية ومحركات البحث.

- ما هي الصعوبات والتحديات التي تواجهك في هذا المجال؟

بما أنني لا أعتبر أن "Nouchaline" هي عمل تجاري، فلا بد من القول أنني لا أواجه أي صعوبات تذكر. ولكن العمل في مجال المدونات، يتيح الحصول على فرص للتعاون مع جميع أنواع العلامات التجارية، وبما أن هناك العديد من المدونين الآن، والكثير من الضجيج علىالانترنت، يكون من الصعب في بعض الأحيان أن تتألق وتتميز مدونة ما، من أجل حث العلامات التجارية على التعاون معها. خاصة عندما تهتم بعض الشركات بالكمية (أي الأتباع، و"likes"، وغيرها)، أكثر من النوعية (أي مشاركات المدونين). وهذا أمر مزعج بعض الشيء، ولكن بما أن التعاون مع الشركات هو ليس الهدف الرئيسي من "Nouchaline"، فالموضوع لا يزعجني شخصيا.

- هل واجهت يوما أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

لم أواجه هذا النوع من التمييز، ولكن بعض الأشخاص يكونون صورة نمطية عن النساء العاملات في مجال مدونات الأزياء والجمال.

- ما هي الصفات التي ساهمت في نجاحك الالكتروني؟

أهم صفة هي أن أبقى وفية لنفسي، فأنا لا أدعي أنني "مهووسة" بالأزياء والموضة. و"Nouchaline" هي مدونة للشبان والشابات الذين يشبهونني، ويحبون الموضة والجمال، لكنهم لا يهتمون حقا بالظهور دون شوائب في كل دقيقة من اليوم.

كما هناك عامل آخر للنجاح وهو المحتوى والكتابة، فأنا أحاول أن أقدم محتوى مثيرا للاهتمام، ومفيدا، ومسليا أيضا.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أود حقا أن أنضم الى حقل أتمكن من خلاله أن أستخدم المهارات التي تعلمتها من عملي في المدونة الالكترونية؛ أي الكتابة، وإنشاء المحتوى، ووسائل الاعلام الاجتماعية... ومن المحتمل أن أتخصص في المحتوى الرقمي/التقليدي، أو الادارة الإبداعية.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وحياتك الخاصة؟

من الممكن أن تصبح الأمور محمومة أحيانا، خاصة عندما يخطط أحد الأصدقاء أو الأقرباء للذهاب الى مكان ما، وأضطر الى عدم التواجد معهم لأن هناك حدثا مهما يتطلب التغطية. ولكن مع مرور الوقت تعلمت تحديد أولوياتي.

- على صعيد حقوق المرأة، كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

المرأة اللبنانية تحقق الكثير في هذا البلد، لكنها في الوقت نفسه تعتبر مواطنة من الدرجة الثانية، لأن القانون يميزها عن الرجل على العديد من المستويات. وعلما أن المرأة تقدمت بشكل كبير في لبنان، لكنني أشعر أن هذا التقدم غير كاف، ولدينا طريق طويل لنقطعه في هذا البلد غريب. فبعض الأشخاص يقولون أن هناك قضايا أكثر أهمية لحلها، وحقوق المرأة ليس بأولوية، ولكن العكس صحيح. فكيف يمكن لشخص لديه أم، أو أخت، أو ابنة، أو زوجة، أو صديقة، أو ابنة عم، أو جارة أن يقول أن موضوع حقوق المرأة لا يعتبر أولوية؟

- هل كان "الرجل" في حياتك داعما لمسيرتك المهنية؟

هناك رجل لطالما كان وسيبقى الدافع الرئيسي في رحلتي المهنية، وهو والدي. كما أن الرجل يتواجد في كل مكان، تماما مثل المرأة، وحتى ولو كان مسيطرا على أمور أكثر من النساء، ينبغي أن يشكل هذا الأمر عاملا ملهما، بدلا من حاجز.

- هل لديك طموح سياسي؟ وهل تؤيدين وجود المرأة في الحياة السياسية؟

أنا شخصيا لا أحب أن أتورط في السياسة، وليس لدي طموحات سياسية، ولكن ينبغي على المرأة أن تتمكن من أن تكون فاعلة في اللعبة السياسية. فالمرأة المتعلمة والقادرة على خوض هذه المعركة، يجب أن يسمح لها بذلك، سواء كان في البرلمان أو في الرئاسة.

- نصيحة الى المرأة.

التعليم هو المفتاح، اذ يجب أن تسعى المرأة دوما الى معرفة المزيد، وتحسين نفسها. ونصيحتي لها "إذا قالوا لا يمكنك أن تحققي ذلك، يجب أن تكون هذه الكلمات دافعا بما فيه الكفاية بالنسبة اليك لإثبات العكس"؟.

كما أنه من المهم جدا أن تدعم المرأة زميلاتها النساء اللواتي يعملن بجد مثلها، ويحاولن النجاح في هذا العالم، بغض النظر عن مجال عملهن.