علمت "الإقتصاد" من مصادر مطّلعة أن أسعار وحدات التعبئة (حزمة "الدولارات" المخصصة للإتصالات الخليوية أو لتعبئة خدمات الإنترنت) من شركة "تاتش" عاودت الإرتفاع الى ما بين 15000 و 17000 ليرة، بعد أن كانت قد انخفضت عن هذا السعر الى نحو 12000 ليرة في الفترة الماضية .

وبالأرقام المفصّلة ، فقد ارتفعت أسعار "الدولار" بالجملة 2.5%، ليصل سعر 10$ الى ما بين 15000 و17000 ليرة أمس الخميس 30 ايار، بعد أن كان سعرها يتراوح ما بين 12000 و13000 ليرة كحدّ أقصى، منذ يومين وما سبق.

وقد أرجعت المصادر هذا الإرتفاع الى زيادة الإحتكار والسوق السوداء ؛ وذلك بسبب ارتفاع الطلب على "الدولارات" أكثر من بطاقات التعبئة في ظل تزايد الباقات وتنوّع خدمات الإنترنت والعروض التي تقدّمها كلتا الشركتين .

هذا و تُعتبر معدّلات استخدام الخليوي في ​لبنان​ من بين الأعلى في المنطقة، إذ يساهم قطاع الإتصالات بنسبة تتراوح بين 8 و12% من الناتج المحلي الإجمالي - الذي بلغ 49.9 ملياراً في العام 2014 - بحسب أرقام المؤسسة العامة لتشجيع الإستثمارات في لبنان "إيدال" .

وفي ظل الإنتشار الواسع لتكنولوجيا الإتصالات وخدمات الإنترنت والتطبيقات ومواقع التواصل الإجتماعي ، وما تبعها من ارتفاع في الطلب على خدمات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات ، توسعت رقعة الإستثمار في قطاع الإتصالات في لبنان ، حيث يُقدّر أن تبلغ البنية التحتية للإتصالات 500 مليون دولار بحلول العام 2016 .

وفي السوق المحلّية ، يدير شبكات الخليوي في لبنان مشغّلان اثنان من القطاع الخاص هما شركتا "تاتش" و "ألفا" ، اللّتان تتنافسان باستمرار على استقطاب أكبر عدد من المستخدمين والعملاء ، من لبنانيين وأجانب ، عبر تقديم حزمات وعروض جديدة ومتميّزة للإتصالات والخدمات والإنترنت .

وفي هذا السياق ، أطلقت شركة "ألفا" منذ أسبوع تقريباً خدمة "Alfa Top-up" الجديدة ، وهي وسيلة تعبئة إلكترونية جديدة تتيح للمشترك تشريج دولارات وأيام بتعرفة تبدأ من دولار ونصف. وتأتي هذه الخطوة لمواكبة حاجات ومتطلبات المشتركين من حاملي الخطوط المسبقة الدفع. كما أتاحت الشركة عبر " Alfa Top- up " كلّ فئات التشريج المعتمدة وتضاف إليها فئات تشريج جديدة هي: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، و 8. ولكلّ فئة عدد أيام ودولارات وتعرفة خاصة بها .

إلاّ أن "تاتش" سارعت الى إطلاق خدمة جديدة قد تكون أكثر أهمية إذ أنها توسّع رقعة انتشار خطوطها ومشتركيها. فقد كانت "تاتش" هذه المرة سبّاقة الى تقديم عرض جديد يستهدف السوريين المتواجدين في لبنان . وبحسب ما كان موقع "الإقتصاد" قد كشف أمس ، فإن الشركة بصدد إطلاق حزمة الإتّصالات الجديدة "خط التواصل"، الموجّهة للسوريين في لبنان، والتّي تمكّنهم من التواصل مع ذويهم في سوريا بأسعار مغرية للدقائق والرسائل القصيرة والإنترنت. ليس ذلك فقط، بل إن "تاتش" تعتزم أيضاً توسيع نطاق الخدمة لاحقاً لتشمل الأجانب الآخرين المتواجدين في لبنان، كالهنود والبنغاليين والسريلانكيين وغيرهم .

ومن المتوقع أن تزيد هذه الخدمة المتميّزة من حدّة التنافسية بين "تاتش" و"ألفا"، إذ توقّع مطّلعون في حديث لـ " الإقتصاد " أن تلقى هذه الخدمة رواجاً كبيراً وأصداءً إيجابية لدى السوريين المتواجدين في لبنان وأن تستقطب المزيد منهم .

وربطاً بموضوع زيادة أسعار الدولارات، فإن هذه الخدمة تعتمد بالدرجة الأولى على "دولارات التعبئة"، إذ أنها تتجدد تلقائياً كل شهر إن كان يملك حاملها الرصيد الكافي، وهو 11 $ . وبالتالي، فمن الطبيعي أن يرتفع الطلب في السوق على وحدات التعبئة (الدولارات) ، الأمر الذي دفع بالتجار والوكلاء الى زيادة أسعار "الدولارات" مسبقاً في السوق المحلّية .

أمام كل ذلك، يقف اللبنانيون وكل الأجانب المتواجدين في لبنان ، الذين يستخدمون الهواتف ويستفيدون من الخدمات والعروض المقدّمة ، متأرجحين بين العروض المتميّزة التي تقدّمها كلتا الشركتين ، وينقسمون بين فريق يفضّل خدمات هذه الشركة وآخر يميل الى تلك . أمّا التجار والمحتكرون ، فهم المستفيدون الأوائل من احتدام التنافس بين الشركتين وبين حيرة المستخدمين وتنقّلهم بين هذه الخدمة وتلك .