رندة دموس فرعون هي ابنة "عراب السياحة الفندفية"، أو مدير المدرسة الفندقية السابق، نهاد دموس. تربت على أسس هذا المجال، فأحبته وكرست حياتها لخدمته، وساهمت في تطوير الشركة العائلية "Hospitality Services"، وتوسيع نطاق خدماتها.

واليوم يختتم معرض "HORECA" أعماله في نسخته الـ22، ليبرهن على نجاحه المتواصل، وتربعه على عرش مجال الفنادق والضيافة في لبنان والمنطقة العربية.

"الاقتصاد" التقت مع المدير الادراي لشركة "Hospitality Services"، ومديرة معرض "HORECA"، رندة دموس فرعون، للحديث أولا عن نجاح المعرض هذا العام، والميزات الجديدة التي تضمنها، والاقبال الواسع الذي شهده، وثانيا عن مسيرتها المهنية الطويلة في هذا المجال، وأهم الصعوبات التي واجهتها، اضافة الى كيفية تحقيق التوازن بين العمل والأسرة. كما تطرقت الى موضوع حقوق المرأة اللبنانية.ط

- في البداية لا بد من السؤال، ما الذي ميز نسخة معرض "HORECA" هذا العام عن سابقاتها؟

هذا العام، معرض "HORECA" هو من أكبر النسخ التي نظمناها منذ 22 سنة وحتى اليوم، فالأكشاك كانت محجوزة بأكملها. وشمل المعرض في نسخته هذه السنة 3 معارض: المعرض الدولي للضيافة والخدمات الغذائية، المعرض الدولي للصناعة الغذائية ومعرض بيروت الدولي للنبيذ والمشروبات. وتضمن المعرض 350 مشاركاً، و25 خبيرا دولياً، و500 مشارك في 20 مسابقة وورش عمل يومية مباشرة حيث وجد المتخصصون حيّزاً للتلاقي ولاكتشاف حلول ومنتجات يمكنها أن تعزز تجربة ضيوفهم.

وشهدنا مشاركة أجنبية واسعة، ونظمنا المزيد من النشاطات مثل مسابقة "Bed Making Competition"، حول كيفية ترتيب غرف النوم في الفنادق. وحدث جديد يختص بكل مدبرات الفنادق (Housekeeper)، ومسابقة "Barista Competition"، لكل من يعمل في تحضير القهوة (شكل القهوة والطعمة). بالاضافة الى النشاطات الموجودة دوما؛ "Salon Culinaire"، أفضل طاه،  مسابقة زيت الزيتون، "Bartender Competition"،...

- وكيف تقيمين نسبة الاقبال هذا العام؟

نسبة الاقبال كانت كبيرة جدا، وشهدنا مشاركة أكبر من بلدان أكثر، مثل الاردن، والسعودية، والكويت. فعدد كبير من الأشخاص حجزوا مسبقا كي يزوروا معرض "HORECA" التي استمر لمدة 4 أيام، واستقطب حوالي 15 ألف زائر، ولاقى نجاحا كبيرا.

وكان قد تم افتتاح المعرض تحت رعاية وزير السياحة ميشال فرعون يوم الإثنين 20 نيسان، واستمر إلى 23 نيسان، في المركز الدولي للمعارض "بيال"، بحضور شخصيات وسفراء ورؤساء نقابات والجمعيات المهنية والشركاء العارضين اضافة الى وسائل الاعلام.

- والآن ننتقل الى قصة نجاحك في هذا المجال. أخبرينا عن تخصصك الجامعي، وكيف تبلورت مسيرتك المهنية؟

تخصصت في تسويق الأعمال التجارية في "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU"، وكنت أدرس وأعمل في الوقت نفسه. وشركتنا "Hospitality Services"، تنظم معرض "HORECA" منذ أكثر من 20 عاما. وأنا أحب حقا ما نقوم به.

والدي هو نهاد دموس، مدير المدرسة الفندقية في الدكوانة، وبالتالي نحن ولدنا وتربينا في كنف المجال الفندقي. ومنذ ذلك الوقت، أصبح جميع تلاميذ والدي، من أهم مدراء الفنادق في كل المنطقة، لذلك شعرنا بالضرورة الى الاستمرار بالعمل في المجال الفندقي والخدماتي.

- ما هي الصفات التي يجب أن يتمتع بها الشخص العامل في المجال الفندقي؟

الصفة الأهم هي أن يكون الشخص منظم، ويعرف كيفية تنسيق وتنظيم الوقت. والعمل في الادارة يتطلب التنسيق بين كل قسم من أقسام الشركة، فهناك مسؤوليات عدة، ويجب أن تسير كافة الأقسام في الوقت نفسه، وبطريقة محددة وواضحة.

- ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهك خلال العمل؟

أهم صعوبة نواجهها هي وضع البلد والحالة الأمنية المضطربة، ولكن على الرغم من كل العوائق، نحن ننظم معرض "HORECA"، منذ 22 سنة على التوالي.

ولا بد من الاشارة الى أننا لا نواجه صعوبات أو مشاكل في ما يتعلق بالزبائن، لأن ثقتهم بنا كبيرة، و"HORECA" أصبح اليوم اسما معروفا ومرجعا. وذلك من خلال نجاحه المستمر، وتوسعه الى السعودية، والكويت، والاردن.

- هل واجهت أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

لا بل على العكس، أشعر أن كوني امرأة يساعدني على التقدم أسرع. فالناس باتوا يتقبلون المرأة العاملة بشكل أكبر، وأصبحنا نلاقي زيادة في الاقبال على احترام المرأة. وبالتالي أعتقد أن وجود المرأة في اطار العمل هو أسهل من وجود الرجل.

- ما هي مشاريع شركة "Hospitality Services" المستقبلية؟

منذ 22 سنة، بدأنا بتنظيم معرض "HORECA" في لبنان، وأصبحنا اليوم نعطي هذا الامتياز الى السعودية، والكويت، والاردن. ونطمح الى التوسع أكثر نحو الخارج، والوصول الى بلدان عربية وغير عربية.

كما لدينا "Garden Show" و"Cooking Festival"، بالاضافة الى مجلاتنا المتعددة، ونتمنى أيضا أن نتمكن من تصديرها الى الخارج. فطموحنا هو الحفاظ على نجاحنا في لبنان، وتصدير هذا النجاح الى الخارج، والاستمرار في التقدم نحو الأفضل في كل معرض من معارضنا.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وعائلتك؟

التنسيق يتعلق بالتنظيم، فالعائلة هي بالطبع من أولويات كل شخص، لكن العمل لا ينتهي، لذلك يجب المثابرة من أجل تحقيق التوازن بينهما.

كما يجب أن يكون الزوج داعما ومساعدا، وعلى الأولاد أن يتفهموا الوضع. فالمرأة العاملة هي مثل لأولادها كي يعملوا في المستقبل على تحقيق مسيرة مهنية ناجحة.

- وبالنسبة الى موضوع المرأة، كيف تقيمين وضع المرأة اللبنانية اليوم من ناحية الحقوق؟

لا بد من القول أن حقوق المرأة في لبنان تقدمت، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل، بقوانين العمل والأحوال الشخصية غير منصفة بحقها، ولا تزال تعتبرها مواطنة من الدرجة الثانية. نحن نتقدم ولكن ببطء!

- ما هي نصيحة رندة دموس فرعون الى المرأة؟

أنا أعتبر أننا نتساوى مع الرجل في كافة جوانب الحياة، وخاصة في ما يتعلق بالعمل، لذلك يجب على المرأة أن تعمل، فمثلما تهتم بعائلتها، عليها أن تهتم بنجاحها المهني، لأنها مؤهلة تماما للتقدم والنجاح والابداع. وعليها فقط أن تنظم وقتها بين حياتها العائلية والعمل.

ومن أجل الحفاظ على توازن المرأة، عليها أن تعمل وتنجح، فالمرأة في العمل بامكانها النجاح في وظائف ومناصب أكثر من الرجل.