أطلقت الجامعة الأميركية للتكنولوجيا "AUT"، بالتعاون مع جامعة لندن للإقتصاد "London School Economic" التابعة لجامعة لندن، والمشهورة في نيل 16 من أساتذتها جوائز نوبل في الإقتصاد و المال، برنامجاً جامعياً في الدراسات المالية والإدارية، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الـ"AUT" مع وفذ بريطاني رفيع المستوى يضم مسؤولين أكادمين و مدربين على المستوى المالي و الإداري في القطاعيين الحكومي و الخاص، في مبنى البالم سنتر في نادي الصحافة.

وفي حديث خاص لـ"الإقتصاد"، كشفت رئيسة جامعة "AUT" غادة صقر حنين أن التعامل مع جامعة لندن للإقتصاد ليس بالتعاون الأول فالأصداء الإيجابيّة على صعيد المشروع الأول في إختصاص المحاماة منذ 4 سنوات، دفعت بالجامعة نحو المرحلة الثانية من المشروع الذي يختصّ بالمال و المصارف.

وأوضحت حنين أن البرنامج المشترك بين الجامعتين سيعود بثلاث نتائج إيجابيّة على الطلاب، أولها التخفيف من حدّة الهجرة و السفر بهدف التعلّم، إذ أن الطالب سيحصل على شهادتين ​لبنان​يّة وبريطانيّة في نفس الوقت، كما أنه سيتلقّى البرنامج نفسه الذي يُدرس في أفضل جامعات العالم في قطاع الأموال و المصارف و الإدارة. أما ثاني نقطة، فهي أن الجامعتين ستتيحان للطالب الحصول على الشهادة بأقلّ التكاليف، إذ أن البرنامج سيوفّر ثلث ما كان سيُدفعه الطالب في بريطانيا فضلاً عن مصاريف السكن و الفيزا و غيرها. أما النتيجة الثالثة، فهي الحصول على شهادتين في نفس الوقت إحداهما من جامعة نخبويّة سيكون بمثابة شهادة عبور للدراسة العليا في جامعات الخارج كـ"أكسفورد" و"هارفرد".

إلى ذلك، لفتت حنين الى أن الوصول إلى هذا التعاون المشترك مع جامعة لندن مرّ بمراحل عدة ، هي دراسة الإختصاص في لبنان و الخارج، ودراسة سوق العمل، وهذه المرحلة تنقسم إلى نقطتين، معاهدة تفاهم بين القطاع العام و المرجعيّات التي تُشرّع و تخطط لهذا القطاع على مدى 10 سنوات، و دراسة أخرى لسوق العمل الخاص الذي سيستقبل الطلاب من التدريب و حتى الوظيف. كذلك، وبموجب هذا البرنامج، سيتم تبادل الطلاّب بين الجامعتين بهدف تبادل الخبرات، فيما سيُدرّس البرنامج بمساعدة أساتذة من جامعة لندن.

أما من حيث الآليّة، فسيتُم إجراء إمتحانات الطلاب في المجلس الثقافي البريطاني "British Council"  وسيتمَ تصحيحها في بريطانيا لضمان شفافيّة العمليّة ودقتها، ومن بعدها سيُدرس البرنامج المشترك في حرم جامعة الـ"AUT"  في منطقة حالات في لبنان.

وفي هذا السياق، عبر المحلّل الإقتصادي والأستاذ في جامعة لندن للإقتصاد ريزا أربشبلاني عن تفاؤله إزاء المشروع المشترك بين جامعة الـ"AUT" و جامعة الـ"LSE" ،London School Economics، خاصة بعد تجارب مُشابهة سابقة، عبر قسم يُدعى "LSE Enterprise" الذي يعمل على تدريب الدول والحكومات والمصارف إضافة إلى أشخاص رفعي المستوى  فقام هذا المشروع بورش عمل مختصّة للبنك المركزي السوري،  ووزارة الشؤون الخارجيّة في بروناي و فيتنام إضافة إلى بلادٍ عدّة كباكستان و هونغ كونغ و سنغافورا. وأضاف أن زيارة الوفد تهدف أيضاً إلى بناء علاقاتٍ مصرفيّة و ماليّة و تزويد بعض المصارف بورشات عمل تدريبيّة.

من جهته، أكّد مدير التطوير الأكاديمي كيث شارب أن الدور الأساسي هو مساعدة جامعة الـ"AUT" على إطلاق هذا المشروع الجديد، ذاكراً أن العديد من الجامعات حول العالم تحاول التواصل مع جامعة لندن للإقتصاد، إلاّ أن "LSE" اختارت الجامعة الأميركيّة للتكنولوجيا بالأخصّ لعدّة عوامل، أبرزها الإعتراف بمبادئ التعليم بعيداً عن التجارة و الربح، و الأشخاص الماهريين و القادرين على تحمّل مشروعٍ ضخمٍ كهذا، و نوعيّة و جودة النظام التعليمي المُقدم من جامعة الـ"AUT".

كذلك أشار شارب الى أن هذا البرنامج يتيح تسهيلات كثيرة للطلاب، ويشكّل فرصة أسهل لدراسة البرنامج في لبنان من لندن، لكون "LSE" جامعة تنافسيّة وتستقبل طالباً واحداً من أصل 40 طالباً اجتازوا امتحانات العبور.

الجدير بالذكر أنه سيتم حفل إطلاق البرامج الجديدة حول البكالوريوس المصرفية والمالية وبكالوريوس الأعمال والإدارة غداً الجمعة 27 الجاري، وذلك بتوجيه من كلية لندن للاقتصاد المرموقة في حرم الجامعة الأميركيَة للتكنولوجيا في منطقة حالات، وسيتضمَن الحفل كلمات للمدير العام من وزارة المالية ورئيس المجلس الاستشاري AUT آلان بيفاني، و مديرة المجلس الثقافي البريطاني دونا ماك غوان، والممثل الأكاديمي لجامعة "LSE" غولاميرزا أربشيباني.