استضافت ندوة "حوار بيروت" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من نادي الصحافة في فرن الشباك، مع  المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "النهضة الإقتصادية: هل تقتصر فقط على القطاع الخاص؟ ما هي الخيارات الإستراتيجية لإقتصاد لبنان ؟ وبعد 10 سنوات أي موازنة يحتاجه لبنان؟" الوزير السابق للإقتصاد د.نقولا نحاس ورئيس جمعية تراخيص الإمتياز شارل عربيد. وشارك في الحوار رئيسة تحرير موقع "الإقتصاد" كوثر حنبوري، والصحافيين لينا حشا، ناجي يونس وشنتال فخري.

في البداية قال نحاس أن لبنان اليوم يرجع الى الوراء لأن الموضوع تعدى قضية المعادلات والسياسات الإقتصادية والإجتماعية، فنحن في ظل عواصف وأحداث إقليمية تعطل كل شيء. وفي ظل هذه الأوضاع فإن أي خيار سيكون خيار غير متوازن مع الواقع.

وأضاف نحاس أن الدولة والمؤسسات معطلة اليوم، في حين أن البلد أو الوطن وجد من أجل المواطن ومن أجل المجتمع المدني ككل، ولكن اليوم المذهب هو أساس كل شيء، فكيف يمكننا العمل على تحسين الإقتصاد في ظل هذه الظروف.

وقال "يجب أن نفكر في كيفية وقف هذا المنهاج الخاطىء الذي نسير به، لأنه لا يمكن بناء إقتصاد ناشط إذا إسمرينا على هذا الطريق". لافتا الى أننا نعيش اليوم على بركان وهذا البركان هو الدين العام، والإقتصاد مازال واقفا على قدميه لأن هناك قطاع خاص مازال يؤمن بهذا البلد رغم كل الظروف.

وأشار نحاس الى أننا نمر في مرحلة خطيرة جدا في كافة البلدان العربية، ولا يمكن أن ندور في فلك أخر، لذلك يجب المحافظة على الموجود اليوم وتقويته، ثم الإنطلاق بالعمل من أجل التحسين والتطور.

وفي سؤال لخداج عما إذا كان قرار التغيير بيده عندما كان في الوزارة قال نحاس أن القرار لم يكن في يده، والخلافات داخل الحكومة كانت كبيرة جدا على كافة الملفات، لافتا الى أن كل الحكومات المتعاقبة متشابهة، فالأطراف السياسيين يقومون بعملية (copy-paste) في كل عملية تشكيل حكومة. ويستمرون في نفس المنطق والتصرفات والقرارات.

وختم بأن السياسيين اليوم لا يهتمون للوضع الإقتصادي، ولا يعطون الملفات الإقتصادية أي إهتمام. فكل همهم هو المحافظة على مراكزهم ومواقعهم بسبب الإنقسام والإصطفاف المذهبي الحاصل.

من جانبه قال رئيس جمعية تراخيص الإمتياز شارل عربيد أن في لبنان هناك خطابين و"منطقين"، المنطق الأول هو منطق منتج يتمثل برجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الخاصة، والمنطق الثاني هو منطق أهل السياسية الذي أوصلنا على مر السنوات الى هذه الحالة التي نحن عليها. ولانزال في هذا المنحى الإنحداري.

وأضاف أن المطلوب اليوم من الشعب اللبناني أن يعطي أهمية للمواضيع الإقتصادية والمعيشية وأن يطالب بها، لأن الدولة والسياسيين لا يضعون هذه القضايا ضمن أولوياتهم. لافتا الى أن مجلس الوزراء يجتمع دائما لمدة 4 و5 ساعات ولا يخرجون سوى بمقررات قبول هبات ونقل إعتمادات، فلا نراهم يطرحون أي حل أو يناقشون أي موضوع أو ملف إقتصادي.

وأكد عربيد أن أصغر سياسي في لبنان لا يهتم للملفات الإقتصادية، ولكن القطاع الخاص مازال يحاول تأمين ديمومة عمل المؤسسات وإستمراريتها، كما أنه يتابع ويحاول الضغط من خلال الزيارات للأطراف السياسيين، ولكن هذا الا يكفي لأن ما نحتاجه هو البدء بثورة وحركة وطرح أفكار جديدة والسعي الى تنفيذها.

بدورها قالت رئيسة تحرير موقع "الإقتصاد" كوثر حنبوري أنه عندما نرى عناون الندوة نشعر بصدمة حقيقية، فبدلا من أن نكون في مرحلة التطور والإنتاج مازلنا نناقش كيفية إتخاذ القرارات ووضع الإستراتيجية لتحسين الإقتصاد.

وسألت حنبوري "هل فعلا نحن بحاجة الى إعادة النظر بالأسس الإقتصادية؟ فهل كنا نسير بشكل خاطىء كل هذه السنوات؟

وأضافت "نحن نعيش في بلد المتناقضات، فدواتنا تريد مثلا تطبيق قانون سير عصري ومتطور وفي المقابل طرقاتنا مليئة بالحفر، والمرضى تموت على أبواب المستشفيات، والإعتداءات على البيئة مستمرة ... الخ".

وختمت بأن هناك عدد كبير من اللبنانيين المبدعين في الداخل والخارج من جهة، ومن جهة أخرى لدينا دولة مشلولة وعاجزة وغير قادرة على النهوض. والسؤال هل نستطيع الإستمرار بهذه الطريقة والى متى؟