استضاف برنامج "المجلة الإقتصادية" للمعدة والمقدمة كوثر حنبوري، في حلقته الـ25 عبر أثير "إذاعة لبنان" وزير السياحة ميشال فرعون وتم الإطلاع على الحركة السياحية عشية عيد الفصح المجيد وفي موسم الصيف المقبل، وكيف تسوق وزارة السياحة لبنان في هذه الظروف الإقليمية الصعبة. وتخلل الحلقة مداخلة هاتفية لأمين عام اتحاد المؤسسات السياحية في لبنان جان بيروتي، ومداخلة هاتفية لرئيس نقابة أصحاب وكالات تأجير السيارات في لبنان محمد دقدوق.

بداية، أشار وزير السياحة ميشال فرعون إلى أن الأزمات الإقليمية التي بدأت في الظهور منذ عام 2011 وعلى رأسها الأزمة السورية والمشاكل الأمنية والفراغ الرئاسي في الداخل، أدت إلى تدهور القطاع السياحي في لبنان خلال هذه الأعوام وامتد الأمر إلى الأشهر الأولى من عام 2015 الحالي حيث انخفض عدد السياح فيها بنسبة 40%، حتى أن المغتربين اللبنانيين امتنعوا عن القدوم إلى لبنان لتمضية عطل الأعياد والفرص.

ولفت إلى أن حركة الركاب شهدت تحسناً وتطوراً في الآونة الأخيرة حيث تم تسجيل في مطار بيروت خلال شهر آب عام 2014 الماضي ارتفاع بنسبة الركاب وصلت إلى 6 مليون راكب الأمر الذي يدعو إلى العمل على توسيع مطار بيروت بهدف استيعاب الأعداد المتزايدة والتي سجلت ارتفاعاً بنسبة 25% خلال الأشهر الأولى من عام 2015 الحالي.

ورداً على سؤال للمعدة والمقدمة كوثر حنبوري حول حركة السياحة في لبنان عشية عيد الفصح المجيد، قال فرعون أن الحركة مقبولة نسبياً لكن لبنان يمتلك طاقات أكبر من ذلك ولديه القدرة على أن يستوعب أكثر من الحركة التي يشهدها حالياً مشيراً إلى أنه ونظراً إلى الحركة خلال عطلة الميلاد ورأس السنة وخلال الأشهر الأولى من العام 2015 الحالي، يمكن التأمل بأن تكون الحركة السياحية خلال العام الحالي غير بعيدة عن الحركة خلال عام 2014 الماضي.

وقال أن الإتفاق والإستقرار الأمني الذي يشهده لبنان حالياً إيجابي، ويسمح للحركة السياحية بأن تزدهر، لافتاً الى ان الفراغ السياسي يؤثر على الإستقرار السياسي والحالة الإقتصادية عامة إلا أنه لا يهدد الحركة السياحية، طالما أنه ما يزال تحت سقف الأمن والدستور وطالما أنه محيّد عن الأزمات والصراع الإقليمي.

أما بالنسبة لمسألة إبعاد اللبنانيين من الإمارات، لفت إلى أنه خلال لقاء، بحضور رئيس الوزراء تمام سلام، مع بعض المسؤولين من دولة الإمارات، تم التأكيد على أن هذه القضية مرتبطة بالمراقبة وبالسياسة الخاصة بالإمارات، حيث تم إصدار عدة تقارير وتنبيهات بحق اللبنانيين المرحلين من دون الإستجابة من قبلهم لهذه التنبيهات، الأمر الذي اضطر إلى ترحيلهم.

وفي ما يتعلق بالسياحة الشتوية، أشار فرعون إلى أن لبنان يمتلك كافة المميزات، بالإضافة إلى الخبرة التي تجعل منه بلد للسياحة الشتوية وسياحة التزلج بامتياز مضيفاً أن عام 2015 الحالي شهد في بدايته اقبال كبير من قبل اللبنانيين المغتربين والسياح العرب في موسم الشتاء والتزلج.

وتابع أنه في ما يخص السياحة الريفية، هناك استراتيجية وُضعت على مدار 5 سنوات تعمل على تطوير هذا النوع من السياحة والتي لا تعتبر داخلية فقط، بل سياحة خارجية وسياحة اغتراب أيضاً، ويمكن لها أن تدعم القطاع السياحي بنسبة 20 %، كما وأنها تشكل عامل جذب مهم للأجانب المتواجدين في دول الخليج وتفتح مجال واسع للسياحة الداخلية، لافتاً إلى أنه من المتوقع، ومع تنفيذ الإصلاحات المرتبطة بهذ السياحة لتمتلك كافة الإمكانيات لإستقبال السياح، أن تحقق السياحة الريفية نمواً كبيراً خلال فترة 4 سنوات.

وخلال مداخلة هاتفية، لفت أمين عام اتحاد المؤسسات السياحية في لبنان جان بيروتي إلى أن الإرتفاع الذي شهده عدد الركاب خلال الأشهر الأولى من عام 2015 الحالي بنسبة 9% مقارنة مع العام الماضي يرجع إلى أن هذه الفترة من عام 2014 الماضي افتقرت إلى الثلوج وبالتالي، فإن موسم السياحة الشتوية لم يشهد إقبال من قبل السياح العرب أو حتى المغتربين اللبنانيين.

وأضاف بيروتي إلى أن السياحة لم تعد أمراً سهلاً في ظل تطور هذا القطاع ليشمل 53 نوع من السياحة المختلفة مشيراً إلى ضرورة اتباع سياسات جديدة لتطوير القطاع السياحي في لبنان والذي يمتلك قدرات وطاقات كبيرة تميزه عن كافة بلدان المنطقة إلا أنه يتغنى بأرقام صغيرة مقارنة مع الأرقام التي تحققها البلدان المجاورة أمثال الأردن الذي استقبل خلال عام 2014 الماضي 6 مليون سائح  في حين استقبل لبنان أقل من نصف هذا الرقم وهذا يعود إلى غياب الجهود من النظام السياسي الأعمى الذي تعد السياحة من آخر همومه. 

 واعتبر رداً على سؤال حنبوري حول التركيز على سياحة الإغتراب على حساب سياحة الدول الخليجية والتي شهدت تراجعاً في الفترات الأخيرة، أنه يجب العمل على عدة أسواق في الوقت نفسه لضمان عدم تراجع أعداد السياح في حال خسر لبنان سوق معين مشيراً إلى أن القطاع السياحي يشبه كرة الثلج، يحتاج في البداية إلى استثمار بسيط من قبل الدولة ليكبر ويتطور بنفسه لاحقاً.

وبالنسبة لدور الإعلام، طالب بيروتي وسائل الإعلام الفضائية عدم بث كافة الأمور الغير ضرورية للخارج لأن هذا الأمر يشوه صورة لبنان في العالم مسبباً أضرار على القطاع السياحي وعلى الإقتصاد بشكل عام داعياً إلى الوعي من قبل كافة الجهات ليصبح الإقتصاد ودعمه الأولوية.

وفي مداخلة هاتفية لرئيس نقابة أصحاب وكالات تأجير السيارات في لبنان محمد دقدوق، أشار إلى أن حركة تأجير السيارات تشهد حركة ملحوظة، ولكن غير مرضية، عشية عيد الفصح المجيد لافتاً إلى أن أول شهرين من عام 2015 الحالي شهدا ركوداً في حركة تأجير السيارات إلا أن هذه الحركة حالياً تسجل ارتفاعاً بنسبة 60 إلى 65%، وتابع أنه يجب إيجاد آلية معينة مع الحكومة اللبنانية لمعالجة مخالفات السرعة والتي تؤثر سلباً على عمل النقابة.