تخصصت ساندرا ايليا في علوم التغذية في جامعة "الروح القدس – الكسليك"، "USEK"، ثم حازت على ماجستير في التغذية الطبية، وكانت في الوقت نفسه تخضع لفترة تدريب في مستشفى "سان تيريز"، وتعمل بالتعاون مع طبيب قلب، حتى قررت عام 2014، افتتاح "Lifestyle Diet Clinic"، في عيادة متعددة التخصصات (polyclinic)، في مجمع "Saint Elie" في منطقة انطلياس.

"الاقتصاد" التقت مع ايليا للحديث عن "Lifestyle Diet Clinic"، ومراحل تأسيسه، اضافة الى رؤيتها لواقع المرأة اللبنانية اليوم.

- لماذا اخترت التخصص في هذا المجال؟

لطالما أحببت مجال التغذية، كما أحب مساعدة الناس على أن يفرحوا في تغيير مظهرهم الى الأفضل من خلال خسارة الوزن، أو في الحفاظ على صحة جيدة. ويسعدني حقا أن أساهم في تطور الصحة العامة.

ولا بد من القول أن والدي ساعدني كثيرا في البداية على افتتاح العيادة، وفي الفترة الأولى كانت المصاريف أكثر من المداخيل، واستمريت على هذه الحالة حتى انطلقت الأعمال وأصبحت تمول نفسها بنفسها. لكنني لم أفقد يوما الأمل، لأنني شخص طموح الى أقصى الحدود، وعندما أخطط للوصول الى هدف ما، أقوم بكل في وسعي من أجل تحقيقه.

لقد قررت أن أخاطر كأي مستثمر في مجال معيّن، وافتتحت العيادة الخاصة بي بمال قليل وتطوّرت، فأنا ممن يعلمون أن العمل عند الآخرين هو تحقيق لحلم الآخرين أما العمل لنفسك فهو بجد تحقيق لحلمك، وهذا ما فعلت وأنا على طريق التقدّم يوميّا، في احتراف مهنتي وثقة زبائني بما أقدّمه اليهم.

- من يقصد "Lifestyle Diet Clinic"؟

لدي زبائن من كل الأعمار؛ من 6 الى 75 سنة تقريبا، ومن كل المناطق اللبنانية، وحتى من الدول العربية، واستراليا.

- ما الذي يميزك عن غيرك من أخصائيي التغذية؟

أنا لا أحب التكلم عن نفسي، لكن ما يميزّني هو الإحتراف والدقّة، وثقة الناس بي. فثقة زبائني عمياء باحترافيتي، ومحبتهم كبيرة لشخصي. كما أنني لا أعمل فقط من ناحية التغذية، لكن أيضا من الناحية النفسية، وأشجع دوما المريض، وأتابع تقدمه بشكل مستمر، وبعد فترة أتواصل معه للتأكد من النتائج. ومن يقصدني، يخسر الوزن ويشعر بالفرح والارتياح، والشبع أيضا. اذ من الممنوع أن يشعر مرضاي بالجوع.

والأهم هو أنني أفكر بالحصول على نتيجة جيدة، قبل التفكير بالشق التجاري من الموضوع. فأنا أسعى الى أن يخسر المريض الوزن، وتتحسن صحته، ويثق بي.

- كيف تقيمين المنافسة الموجود في مجال التغذية في لبنان؟

أنا أؤمن بأن كل شخص يحصل على "رزقته"، لذلك فإن المنافسة الكبيرة لا تؤثر علي أبدا.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك في مجال عملك؟

الصعوبات المهنية المرتبطة بالأزمة الإقتصادية، هي ليست صعوبات مهنية على قدر ما هي عوائق مرتبطة بسوق الإقتصاد اللبناني. فهل يستطيع اللبناني تحمل عبء الحمية الغذائية حين تكون القدرة الشرائية معدومة عند بعض الفقراء؟

- ما هي برأيك الصفات التي ساعدتك على النجاح؟

أنا شخص طموح ومؤمن، وأتكل على الله في كل خطوة. اذ أقوم بما يجب فعله، وأسلم الأمر الى ربي. كما أنني أطمح وأضع الخطط وأتبعها، وأبقى مستمرة مهما اشتدت الصعاب، ولا أفقد الأمل أبدا. كما لا أحزن من الفشل أو السقوط، بل لدي دوما خطط بديلة من أجل النهوض مجددا. فلا شيء كالإيمان يساعد الأشخاص على النجاح.

- ما هي رؤيتك للمستقبل؟

أطمح أن أتمكن من افتتاح عيادة خاصة بي تماما، وفرع آخر لـ"Lifestyle Diet Clinic" خارج لبنان، وتوسيع العيادة في لبنان، وافتتاح مركز للسمنة، غير موجود مثله في الشرق الأوسط، اضافة الى اختراع جديد في مضمار الحميات الغذائية، يحمل اسمي وتوقيعي.

- كيف تمكنت من التنسيق بين مهنتك وحياتك الشخصية؟

لا بد من القول أن غالبية وقتي مكرس لعملي، ولا يمكن تحقيق التوازن الكامل في البداية، لكن الأمور تحسنت اليوم.

- على صعيد حقوق المرأة، كيف تقيمين واقع المرأة اليوم من ناحية الحقوق والحياة مع الرجل؟

لا بد من القول أن المرأة لا تزال تفتقد الى كامل حقوقها، لكنها حتما على الطريق الصحيح نحو التقدم.

للمرأة حقوق كثيرة منها الحق في أن تكون ممثلة أكثر في البرلمان اللبناني، فأنا أسأل إن كان نظامنا ديمقراطيا، ألا يحق للمرأة اللبنانية أن تنال مقاعد أكثر من الرجل في البرلمان؟ كلنا نعلم أن في آخر إحصاءات عددية أصبحت المرأة في لبنان أكثر عدديا من الرجل بسبع مرات وأكثر، فلماذا يحرموننا من التمثيل؟

أما الرجل، فيمكن أن يشكل عاملا ايجابيا أم سلبيا في حياة المرأة، وكل هذا مرتبط بشخصيته، اذ هناك الرجل الذي يحب أن يرى المرأة ناجحة والمتقدمة، ويقف الى جانبها ويشجعها، في حين هناك الرجل الذي يغار من المرأة وليس عليها، ويسعى الى تحطيمها، كي لا تتقدم وتبرز، وذلك لأن مفهوم الذكورية مترسخ في عقله.

وبالنسبة الى دور الرجل في حياتي، لا بد من الاشارة الى أن والدي يساعدني دوما، ويعطيني المعنويات ويشجعني على التقدم، وينمي في نفسي حس القيادة.

- ما هي المعوقات برايك التي تقف في طريق تقدم المرأة اللبنانية؟

القراءة، فالمرأة اللبنانية لا تقرأ، وتتأثر بالموضة بطريقة خاطئة وسطحية حتى أصبحت المظاهر تهمها أكثر من قلبها وعقلها. ولو كانت المرأة اللبنانية تقرأ لما كانت بحاجة لمن يدافع عن حقوقها.

- كيف تقيمين  دور الرجل في لبنان؟

الرجل في لبنان يتقدم بتفكيره ويتقبل أكثر المرأة العاملة، والقسم الآخر لا يزال يرى في المرأة المستقلة عبئا عليه. أما أنا فأرى أنه يجب على الرجل اللبناني أن يكون معتدلا كطقسنا الشرق أوسطي وحضارتنا متعددة التوجهات.

- هل أنت مع اقرار الكوتا النسائية في المجلس النيابي؟ وهل لديك طموح سياسي؟

نعم أنا مع الكوتا، وكما قلت سابقا أنا مع زيادة وتطوير هذه الكوتا، ومع أن تكون المرأة اللبنانية ممثلة على قدر المرأة التونسية في البرلمان، وأن تشكل 50% من المجلس ولما لا؟ إن كانت نصف المنزل الذي تربي فيه أولادها ونصف الوطن فلماذا لا تكون نصف البرلمان أيضا؟

- ما هي النصيحة التي تقدمينها الى المرأة؟

أنصح كل امرأة أن تتكل على نفسها وليس على الرجل، كما أقول لها: "ابحثي عن طموحاتك، وأحبي نفسك، وثقي بقدراتك، وبامكانياتك على النجاح". وعليها أن تضع الخطط المستقبلية وتعمل على صقل مهاراتها. فالله أعطى للمرأة نعمة تعددة المهام، أي أن تهتم بنفسها وبعائلتها، وفي الوقت نفسه تكون فاعلة في مجتمعها وعملها. ومن المهم جدا أن تعمل على تنمية هذه الناحية من شخصيتها!

نابليون قال: "المرأة التي تهز مهد وليدها بيمينها، تهز بشمالها أركان العالم كله"، وبالتالي لديها دورا مهما جدا لتلعبه، كونها تشكل نصف المجتمع. فلتسعى الى تنمية حس القيادة، لأن الدراسات أثبتت أن المرأة تأخذ القرار المناسب أكثر من الرجل، ولديها كافة المؤهلات كي تكون في منصب القائد.