لم تعد صناعة التطبيقات الذكية في لبنان مجرد هواية لبعض الشباب، بل هي تتحول يوما بعد يوم لتصبح صناعة بكل ما للكلمة من معنى، حيث أن العاملين في هذا المجال بدأوا بتحويل هواياتهم الى صناعة حقيقية من خلال تأسيس عدد من الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا والبرمجة.

وبرزت في السنوات الأخيرة العديد من التطبيقات اللبنانية الصنع، والتي حصلت على سمعة لابأس بها في أوساط التطبيقات العالمية، وكتبت عنها أبرز المواقع الإلكترونية العالمية مثل تطبيق "Dermandar"، "Mingle"، "People of leb"، "Instapload"، "Wext" وغيرها الكثير.

واليوم نحن مع تطبيق مختلف كليا عن االتطبيقات التي قمنا بعرضها من خلال "​تحت الضوء​" سابقا، وذلك لأن فكرة التطبيق جديدة، وتتعلق بعادة عربية قديمة وهي عادة قراءة الفنجان، أو "التبصير".

فقد قامت شركة  "Kanabo Apps" اللملوكة من قبل كمال سروجي (صاحب الفكرة) و شركة " M. A. Chidiac Studio" اللبنانيتين بتطوير هذا التطبيق، تحت إسم "Bassarah". وحاولت الشركتين من خلال هذا العمل إدخال التكنولوجيا والجوالات الذكية الى هذا العالم الماورائي والذي يهدف الى تفسير المستقبل.

وفي حديث خاص لـ"الإقتصاد" قال سروجي أن الفكرة بدأت عندما كان جالسا في أحد المقاهي ولاحظ بأن اللبنانيين يحاولون قراءة فناجين القهوة بعد الإنتهاء من شربها بهدف التسلية ربما. ومن هنا جاءت فكرة إنشاء تطبيق يمكنهم من خلاله قراءة الفنجان.

وأضاف أنه يتوجب على المستخدم بعد تحميل التطبيق التقاط صورة من داخل الفنجان، لتقوم "نذيرة" (وهي شخصية إفتراضية) بتفسير المستقبل وكشف الخفايا، بعد أن تقوم بالـ "ضمر والبصم" وكأن المستخدم أمام بصارة حقيقية ستنسيه ان الجوال في يديه وانه في عالم افتراضي.

وقال سروجي أنهم لا يدعون من خلال هذا التطبيق التنبوء أو الكشف عن خفايا المستقبل والمجهول، بل ما يقومون به هو تحليل للرموز والنقوش فقط.

ولفت الى أنهم اطلعوا من خلال البحث عبر الإنترنت على المخطوطات القديمة المكتوبة، والرموز والنقوش التي تصور الأحداث والتي عبّرت بواسطتها الشعوب عن نمط حياتها وآرائها.

وفي سؤال عن رأيه بصناعة التطبيقات الذكية في لبنان قال سروجي أنه لا ينقصنا شيء لنتقدم في هذا المجال، فكل ما نحتاجه هو فكرة مميزة وعمل جاد، وإنترنت سريع.

والجدير بالذكر، أن "نذيرة" ستكشف لك المستقبل وتبشرك به في اللغة العربية الفصحى أو باللهجة اللبنانية، مما سيجلعها قريبة من المستخدم العربي بشكل كبير.

ولفت سروجي أن قراءة الفنجان تعتبر عادة عربية قديمة في مجتمعات الشرق الأوسط، شمال أفريقيا، والخليج العربي.. لذلك فإن هذا التطبيق سيحظى بإهتمام كبير في تلك المجتمعات، وقد وصل عدد المستخدمين حتى الأن الى 6000 مستخدم تقريبا.

وأكد أنهم لا يبغون أي ربح مادي من خلال هذا التطبيق وهو متوفر مجانا على "Google Play" و "App Store".

وقراءة الكف أو الفنجان هي إحدى طرق التنبؤ بالمستقبل الموجودة في الثقافة الشعبية لدى بعض الشعوب. وتفترض هذه الطرق معرفة صفات ومستقبل شخص ما من خلال النظر مليا إلى الخطوط والتعرجات الموجودة على كفه أو الرموز والأشكال داخل فنجانه. وقد إعتمد عدد كبير من الزعماء وأصحاب المراكز المهمة على هذه الوسيلة لمعرفة ما ينتظرهم في المستقبل، حيث يقوم البعض منهم في عدد من البلدان بتعيين منجمين وبصارين لمساعدتهم في إتخاذ القرارات الصحيحة بحسب رأيهم.

وتبقى هذه الظواهر مجرد علوم زائفة  إذ أنه لا توجد أية أبحاث تؤكد وتساند إدعاءات العارفين بهذه الممارسات.