دخل الكثير من الشباب اللبناني عالم صناعة التطبيقات الذكية في السنوات الأخيرة الماضية، وأثبتوا أنهم قادرون على الوصول الى مراكز متقدمة في هذا المجال حيث برز العديد من التطبيقات الذكية اللبنانية في متاجر "آبل" و"غوغل"، وحصدوا ملايين التحميلات من جميع أنحاء العالم، وكان أبرزها، "DERMANDAR"، "WEXT"، "People of LEB"  وغيرها الكثير، كما إنتشرت الشركات المتخصصة في بناء التطبيقات في لبنان، وأصبح العديد من الشباب يرغبون في التخصص في هذا المجال.

"I’m not ok" تطبيق لبناني جديد لحالات الطوارىء أنشأه طالب السنة الأولى في هندسة الكمبيوتر في جامعة "البلمند" الشاب اللبناني جورج بحري (18 عاما)، وهو يطلق انذاراً على الهاتف يتم ايقافه يدويا من صاحب العلاقة، وفي حال عدم تمكنه من فعل ذلك لاسباب قاهرة يقوم التطبيق تلقائياً بالإتصال أو ارسال رسالة نصية على رقم هاتف يتم اختياره مسبقاً. كما يقوم التطبيق بتحديد الموقع الجغرافي لصاحب الهاتف عبر تقنية الـ"GPS".

ولمعرفة كيفية عمل هذا التطبيق كان لـ"الإقتصاد" هذه المقابلة الخاصة مع جورج.

- ما هو تطبيق "I’m not ok"؟ وكيف يفيد المستخدمين؟

تطبيق "I’m not ok" هو تطبيق لحالات الطوارىء والهدف منه بسيط جدا ولكنه مهم كثيرا، حيث يساعد هذا التطبيق المستخدمين على طلب المساعدة في حالات الطوارىء دون الحاجة الى إستخدام الهاتف يدوسا. فاهاتف يقوم بطلب المساعدة تلقائيا بمفرده دون تدخل من المستخدم.

وطريقة عمل التطبيق سهلة وبسيطة أيضا، حيث يقوم المستخدم عند تسجيل الدخول للمرة الأولى بإختيار رقم هاتف أحد أقاربه أو أصدقائه، وحفظه داخل تطبيق "I’m not ok"، ومن ثم يقوم المستخدم بضبط المنبه "Alarm" الخاص بالتطبيق ليرن كل 5 دقائق أو 10 دقائق أو حتى كل ساعة بحسب رغبته، وعندما يرن المنبه يجب على المستخدم إطفائه يدويا، ففي حال لم يتمكن من ذلك يقوم تطبيق "I’m not ok" بإرسال رسالة الى رقم الهاتف الذي تم إختياره، ومن ثم يتصل بالرقم تلقائيا، كما يمكن الناس من تحديد مكان الشخص المصاب أو المفقود أو الذي يعاني من مشكلة بواسطة الـ"GPS".

وما يميز تطبيق "I’m not ok" أيضا أنه يعمل بدون إنترنت.

- ما الذي دفعك لإنشاء هذا التطبيق؟

قبل دخولي الى الجامعة بفترة قصيرة، كان أحد أصدقاء والدي الذي يعاني من مشاكل في القلب يريد الذهاب الى رحلة صيد بمفرده، وطلب من والدي أن يقوم كل نصف ساعة بالإتصال به للإطمئنان عليه، وهذه الحادثة دفعتني للتفكير بالموضوع.

بعد دخولي الى جامعة البلمند لدراسة هندسة الكومبيوتر، بدأت العمل على التطبيق والأن أصبح "I’m not ok" موجودا على "Google play"، وأعمل حاليا على نسخة خاصة بنظام "iOS".

- ما هي أهم الصعوبات التي واجهتك خلال العمل على التطبيق؟

قبل أن أبدأ ابعمل على التطبيق، كنت أعرف طريقة تصميم المواقع الإلكترونية، لذلك بدأت العمل في الأساس على موقع إلكتروني ثم قمت بتحويله الى تطبيق خاص للهواتف الذكية.

الصعوبة الوحيدة التي واجهتني هي بطء الإنترنت، حيث أن هذا العمل يحتاج الى إنترنت سريع وهذا غير متاح في لبنان.

- كم أصبح عدد المستخدمين؟

التطبيق حصد حتى الأن حوالي 4000 عملية تحميل، أما المستخدمين الذين يقومون بإستخدامها بشكل دائم هو بحدود الـ1000 شخص.

- هل هناك تطبيقات مشابهة وما الفرق؟

هناك عدد كبير من التطبيقات الخاصة بحالات الطوارىء، ولكن هذه التطبيقات كلها تتطلب تدخلا من المستخدم لتقوم بطلب المساعدة، وهذا الفرق بين هذه التطبيقات وتطبيق "I’m not ok".

- ما رأيك بقطاع صناعة التطبيقات الذكية في لبنان؟ وما الذي ينقصنا للتقدم أكثر في هذا المجال؟

إن العمل في هذا المجال ليس صعبا، فأي إنسان يمكنه صناعة تطبيق إذا توفر له جهاز كومبيوتر وإنترنت، بالإضافة الى خبرة بسيطة في هذا المجال. ولكن في لبنان نحن بحاجة الى دعم مصنعي التطبيقات من خلال تقديم إنترنت سريع وقليل التكلفة، ففي السعودية مثلا لاإنترنت أسرع بـ100 مرة تقريبا من الإنترنت الموجود في لبنان، والتكلفة التي يدفعونها أقل.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

حاليا الجامعة والدرس تأخذ من وقتي الكثير، ولكنني أعمل على إنهاء النسخة الخاصة بنظام "iOS"، كما سأعمل قريبا على ترجمة تطبيق "I’m not ok" الى اللغة العربية، لأنني تلقيت طلبات كثيرة بهذا الخصوص.

لكن هناك العديد من المشاريع التي أفكر في القيام بها، إلا أن ذلك لن يقول قبل الصيف المقبل.