لم يعد أمرا غريبا أن نسمع عن إختراع أو إبتكار لبناني جديد، فالشباب اللبناني أثبت أنه قادر على الإبداع في شتى المجالات رغم الأوضاع الأمنية والسياسية السيئة وغير المستقرة، ورغم الإمكانات المحدودة والدعم الحكومي المعدوم.

وها هو الشاب اللبناني دافيد إفرام يثبت هذا الكلام من خلال سعيه المستمر لتحقيق حلمه ببناء مصنع لإنتاج السيارات تحت الطلب، ينافس من خلاله أهم مصنعي السيارات عالميا. فبعد إنتهائه من صناعة ثلاث سيارات بمواصفات متقدمة، بدد كل الشكوك وأسكت كل الأصوات التي قللت من أهمية ما يقوم به، وأثبت للجميع أن لبنان قادر من خلال مواهب شبابه للوصول الى العالمية في أهم الصناعات، وأكثر التكنولوجيات تعقيدا.

ولأن دافيد بدأ على مشروعه الرابع "Frem Immortal" بعد أن أسس شركته الخاصة لصناعة السيارات "Frem Automotive" في العام 2010، كان للإقتصاد مقابلة خاصة معه، تحدث فيها عن بداية حلمه، وعن طموحاته المستقبلية في هذا المجال، والصعوبات التي تقف عائقا أمامه.

ويقول دافيد أن القصة بدأت عام 2005 عندما صنّع أول سيارة باسم  "Frem F1"التي تميزت بمواصفات متقدمة، وبعدها انتقل بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية ليتخصص في هندسة السيارات، وفي مشروعه الثاني صنع افرام ثاني سيارة حملت اسم "Frem FR1" وشارك من خلالها عام 2009 في بطولة تقام محلياً في مدينة ديترويت الأميركية، بمساعدة وتمويل من رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري وبعض الشركات المحلية، وقد نالت هذه السيارة شهرة واسعة وإحتلت المرتبة الأولى الى جانب 16 سيارة مشاركة، كما نُشر عنها مقال في صحيفة "نيويورك تايمز".

بعد الإنتهاء من دراسته عاد دافيد إلى لبنان، مع حلم بصناعة سيارة كهربائية، ولكن صعوبة نقل التقنيات اللازمة لهذا المشروع الى لبنان أجبرته على صناعة السيارة لتسير على البنزين، فكانت "Frem Beirut Edition"  التي تم إطلاقها في 1 آب 2010، بقوة محرك عالية تصل إلى 400 حصان.

بعد نجاح هذه المشاريع أسس افرام شركته الخاصة بصناعة السيارات تحت الطلب "Frem Automotive"، إلا أنه واجه صعوبة كبيرة في تسجيل السيارات في لبنان، لأن الدولة لا تسجل إلا السيارات التي تطابق المواصفات العالمية، وهذا يشكل عائقا كبيرا أمامه للإستمرار بمشروعه وتحقيق حلمه، خصوصا أنه لا يمكنه بيع تلك السيارات في الداخل أو في الخارج بدون "تشريع" من قبل الدولة اللبنانية.

إلا أن هذا العائق لم يقف أمام دافيد في إكمال الطريق حتى النهاية حيث يعمل اليوم على سيارة جديدة رباعية الدفع تحت إسم "Frem Immortal"، وهي سيارة فريدة من نوعها، مكشوفة وكاملة المواصفات، ولن يتخطى سعرها الـ65 ألف دولار أميركي. إلا أن المصنّع اللبناني لن يستطيع بيع هذه السيارات قبل سماح الدولة له بتسجيلها.

ولكي يتمكن دافيد من بيع سيارات مصنعة في لبنان أسس شركة جديدة أطلق عليها اسم "Iron Hide" التي ستكون متخصصة بتصنيع السيارات الصغيرة رباعية الدفع الشبيهة بالـ" buggy"  (السيارات التي يتم إستخدامها من قبل هواة تسلق المناطق الجبلية) تحت إسم "Venom"، حيث ستقوم "Iron Hide" بإنتاج 15 سيارة من هذا النوع بعد ان تمكنت من توقيع عقد مع شركة أسترالية في هذا المجال. وتجدر الإشارة الى أن سيارات الـ "buggy" لا تحتاج الى تسجيل وتركيب لوحات خصوصية.

وعن رأيه بمشاريع مشابهة في لبنان مثل سيارة "Spider Car" التي صنعها الشاب مصطفى قبضاكي في طرابلس قال افرام أن الشباب اللبناني لديه الكثير من الطاقات والقدرات المميزة، وكل ما يحتاجونه من الدولة هو تسهيل الطريق أمامهم، والسير معهم خطوة بخطوة ليتمكنوا من الوصول الى طموحاتهم، وأضاف "سيكون حدثا كبيرا يفخر به كل اللبنانيين عندما نطلق سيارة تحمل إسم عاصمتنا بيروت (Frem Beirut Edition  ) ... كل ما نحتاجه هو دعمنا وعدم وضع العراقيل أمامنا".

ولفت دافيد الى أنه تلقى عروضا من الخارج لنقل صناعته وشراء مصنع، لكنه لا يريد الخروج من لبنان، وحلمه هو بناء أول مصنع لتصنيع السيارات في بلده.