"لولا ثقة الرجل الكاملة بقدراتي، لما تمكنت من الوصول الى النجاح الذي حققته اليوم". هذا ما أكدت عليه مؤسسة العلامة التجارية "Doochi"، دانييل كيريدجيان، في حديث خاص مع "الاقتصاد"، تمحور حول بداياتها في مجال الموضة، والصعوبات التي واجهتها، اضافة الى رؤيتها لواقع المرأة اللبنانية اليوم، في ظل قوانين لا توفيها حقها الكامل.

تخرجت دانييل كيريدجيان عام 2006 من معهد "ESMOD" في بيروت، ثم انتقلت الى العاصمة الفرنسية باريس، وعملت في مجالات عدة، كما تدربت على تصميم الاكسسوارات لدى العلامة التجارية "Johanna Braitbart"، مما أتاح لها تنظيم معرضها الأول للمجوهرات. بعدها، تسنى لها العمل في مشغل "زهير مراد" في باريس.

وفي العام 2007، عادت الى لبنان، حيث تعرفت على مؤسس العلامة التجارية العالمية "Deviations"، عامر جبلي، وبدأت بالعمل معه. وبعد 4 سنوات، قررا اطلاق علامة تجارية باسمها. ومن هنا ولدت "Doochi".

- لماذا قررت التخصص في مجال الأزياء والموضة؟

منذ أن كنت طفلة صغيرة، أحببت عالم الأزياء والموضة، وشعرت أن هذا المجال سيتيح لي ترجمة حلمي الى حقيقة، وشغفي الى واقع، وذلك من خلال مزج الألوان والأقمشة والقصات.

- ما الذي يميز اليوم "Doochi" عن غيرها؟

أنا أعتبر أن "شهادتي مجروحة"، ولا يمكنني البوح بما يميزني. لكنني أجد أن الميزة الأكبر في تصاميمي هي أنني لا أنتظر عروض الأزياء أو أبحث في طيات المجلات، كي أستوحي الأفكار، بل أصمم القطع التي تشبهني، ولا أقلد غيري. كما أحاول الحفاظ على لمستي وشخصيتي في جميع الأفكار التي أترجمها، وجميع المواد التي أستخدمها.

- هل تعتبرين أن المنافسة هي عامل ايجابي في مجالك؟

لا شك في أن المنافسة هي عامل ايجابي، فلا نجاح من دون منافسة! وهذه الأخيرة تشعر الانسان بما يميزه عن غيره. فليس بامكان الشخص أن يكون ممتازا على الدوام، لأن الأذواق مختلفة.

- من هم زبائن "Doochi"؟

زبائني هم أشخاص يحبون أن يكونوا مختلفين. كما لدي قاعدة كبيرة من الزبائن الأجانب، وذلك لأنني لا أستخدم تقنيات الشك في تصاميمي، بل أركز على نوعية الأقمشة، والتفاصيل والقصات. ويقصدني بالاجمال من يحب الاختلاف والتميز.

- هل تمكنت من ايصال تصاميمك الى خارج لبنان؟

لدي الكثير من الزبائن الأجانب، ولقد ألبست عددا كبيرا من الأشخاص للحفلات والأوبرا. وجميعهم كانوا يحبون التصاميم ويستعينون بخبراتي مرات عدة، وبالتالي حققت تعاونا ناجحا مع الخارج، لكنني لم أتمكن بعد من بيع تصاميمي في بلدان أخرى.

- ما هي أهم الصعوبات التي صادفتك خلال مسيرتك المهنية؟

لا أحب أن أكون متشائمة وسلبية، لكن لا بد من القول أن وجودي في لبنان صعب الى حد ما، بسبب حالات عدم الاستقرار. فأحيانا أشعر بالرغبة في التقدم والتوسع، واطلاق مشاريع جديدة، لكن الخضات السياسية والأمنية في البلاد تحول دون ذلك.

- ما الذي ساعدك برأيك على النجاح في هذا المجال؟

أنا لا أقلد غيري، ولمستي الخاصة هي أكثر ما ساهم في نجاحي، لذلك أسميت العلامة التجارية "Doochi"، فهي تترجم 100% هويتي، وماذا أحب. واذا التجأ الشخص الى غيره، تضيع هويته.

- ما هي تطلعاتك المستقبلية؟

أتمنى أن أتمكن من التوسع الى بلدان أخرى، وافتتاح متاجر لـ"Doochi". والمشروع القريب الذي بدأنا فيه منذ حوالي 3 سنوات، هو اطلاق فساتين الأعراس البسيطة وذات الطابع الأوروبي. والناس استجابت لهذا النوع من التصاميم، وأحبوها. وبالتالي تمكنا من ادخال أسلوب جديد لفساتين الأعراس الى السوق. فنحن نسعى الى اعطاء قيمة للعروس أكثر من الفستان.

- كيف تمكنت من التنسيق بين حياتك الشخصية وعملك؟

أنا أعيش وأنام وآكل في المشغل، وبالتالي لا أعتبر أنني أعمل، بل أقوم بما أحبه. لذلك لا أفرق بين حياتي الشخصية وعملي، لأنني لا أشعر أنني ذاهبة كل يوم الى العمل، بل الى المكان الذي أترجم فيه أفكاري، والذي أحب أن أقصده.

- كيف تقيمين واقع المرأة اللبنانية اليوم؟

أعتقد أن المرأة تواجه اليوم العقليات القديمة التي لا يزال بعض الرجال يتمسكون بها. فهناك عدد من الرجال الذين لا يتقبلون تقدم وتطور المرأة، لأنهم يحبون أن يكونوا المسيطرين دوما.

كما أن القوانين هي غير عادلة بحقها، اذ ليس من المنطق أن لا تتمكن من اعطاء الجنسية الى أولادها. وأعتقد أنهم لا يعطون المرأة حقها الكامل لأنهم يخافون منها، فلقد رأوا كم هي قوية وقادرة على الوصول الى أماكن بعيدة ومناصب عالية، حتى بدون قوانين تحميها. وبالتالي اذا أعطيت كامل حقوقها، سوف تسحق الرجال!

لكن لا بد من القول أنني لا أفرق بين الرجل والمرأة، فهناك رجال جيدين ونساء سيئين والعكس. وبالتالي لا يمكن أن أكون نسوية الى أقصى الحدود، بل الأهم أن يبقى الشخص انساني، ويتعلم أن يحب العمل الذي يقوم به، ويعامل غيره كما يحب أن يعامل.

- هل كان "الرجل" داعما لحياتك المهنية؟

لطالما كان الرجل في حياتي داعما كبيرا، ومؤمنا ووثقا بقدراتي. ولولا ثقته الكاملة بقدرتي على خوض هذه المعركة بالطريقة التي أريدها، لما تمكنت من الوصول الى النجاح الذي حققته اليوم.

- هل تعتبرين أن وجود المرأة في الحياة السياسية هو أمر ضروري؟

طبعا، لأن المرأة هي أم، وبالتالي تتمتع بالحنان أكثر من الرجل، اضافة الى التواضع والتسامح.

- نصيحة الى المرأة.

أقول للمرأة: "ثابري الى أقصى الحدود، وحافظي على هويتك!".