حازت على اجازة في ادارة الأعمال والتجارة من "جامعة سيدة اللويزة"، "NDU"، وعملت بدوام جزئي أثناء الدراسة لدى شركة لتنظيم الأعراس. وبعد التخرج، أطلقت عملها الخاص عام 2003، في منطقة حرش تابت في بيروت.

"الاقتصاد" التقت مع منظمة الحفلات والأعراس، وصاحبة شركة "Yahala"، جويل حسون، للحديث عن مسيرتها المهنية الطويلة في هذا المجال، وعن أوضاع هذا القطاع اليوم في ظل المنافسة غير العادلة، اضافة الى موضوع المرأة اللبنانية وحقوقها.

- لماذا اخترت العمل في مجال تنظيم الحفلات والأعراس؟

عندما تخرجت من الجامعة، كان مجال تنظيم الأعراس جديد في السوق، وكان هذا النوع من الخدمات غير متواجد بكثرة في لبنان. فأحببت هذا العمل ووجدت نفسي فيه، وذلك بعد أن اكتسبت خبرة لخمس سنوات من الشركة التي كنت أعمل فيها خلال أيام الدراسة. وبالتالي قررت عام 2003 افتتاح شركتي الخاصة.

- من أين حصلت على التمويل اللازم للبدء؟

كمتخرجة جديدة لاقيت دعما كبيرا من والديّ، وبعدها أصبح العمل يمول نفسه بنفسه، والمصاريف تغطي نفسها.

- ما الذي يميز "Joelle Hassoun" اليوم عن غيرها؟

أكثر ما يميزني هو خبرتي الطويلة والواسعة في مجال تنظيم الأعراس والحفلات، ولهذا السبب أنا قوية في السوق. فهذا العمل لا يمكن تعلمه في الجامعة، رغم ظهور تخصص جامعي لتنظيم الحفلات، شكل بدوره دفعة ايجابية الى الأمام.

كما أنني تخصصت في ادارة الأعمال والتجارة، مما يخولني ادارة عملي الخاص. اضافة الى أن الخبرة التي اكستبتها لمدة 5 سنوات قبل اطلاق شركتي، فتحت أمامي العديد من الأبواب. فمنذ العام 2003 وحتى اليوم، نظمت حوالي 500 زفاف. هذا العدد الكبير جعلني أكتسب خبرة واسعة، فكل زفاف يختلف عن الآخر، ومن الأفضل للزوجين أن يسلما زفافهما الى شخص محترف.

- هل تعتبرين أن المنافسة هي عامل ايجابي في الحياة المهنية؟

إن المنافسة في بعض الأماكن هي عامل ايجابي، لأنها تساهم في ابقاء الشخص متحمس تجاه عمله، لكن للأسف المنافسة في لبنان ليست ايجابية كثيرا، لأن الزبون لا يركز دوما على الخبرة، بل يبحث عن السعر الأرخص. فكلفة مصمم الحفلات الجديد في السوق متدنية، وبالتالي يدخل الى الأسواق ويكسر الأسعار في وجهنا. وبالتالي لا أرى أن هذه المنافسة مفيدة.

لكن الزبون الذي عاش تجربة سيئة مع شركة جديدة، سيعلم قيمة شركتنا، وسيتمكن من التمييز بين الجيد والسيء، لأن هذا المجال مبني على الخدمات وليس على منتج معين نبيعه، والخدمة تحتاج الى خبرة.

ولا بد من الاشارة نواجه اليوم بعض المشاكل من خلال المنافسة غير العادلة، والمشكلة تكمن في غياب نقابة تضبط أوضاع هذه المهنة. علما أننا من قبل لم نكن نواجه هذا النوع من المشاكل، وكان المجال أفضل من اليوم.

- من هم زبائن "Joelle Hassoun"؟ وهل يمكن لجميع الميزانيات الاستفادة من خدماتكم؟

نحن نعمل بكل الميزانيات، وميزتنا هي أننا نستطيع تنظيم زفاف جميل وكامل، دون ميزانية مرتفعة جدا، ودون تخفيض النوعية. والزبائن الذين عايشوا معنا تجربة جميلة، ينصحون أفراد عائلتهم وأصدقائهم ومعارفهم بخدماتنا.

- هل تمكنت من ايصال خدماتك الى خارج لبنان؟

بالطبع نحن نخرج الى بلدان أخرى، لكن تركيزي اليوم هو على لبنان. فعندما نركز على الخارج نخسر السوق المحلي، لأن هذا الأمر يتطلب مني السفر كثيرا، والغياب عن السوق لفترة، مما قد يزعج زبائننا، لأن من يقصدنا يريد الاستفادة من خبراتي، وليس العمل فقط مع أحد الموظفين.

- ما هي برأيك الصفات التي ساهمت في نجاحك؟

أنا شخص اجتماعي وصبور، وأتفهم كل الأزواج الذين يقصدونني، وأقضي وقتا طويلا مع كل عروس تستعين بخدماتي، فلا أتعامل معها من ناحية العملية فحسب، بل أعيش عرسها معها ونصبح بمثابة أصدقاء. كما أنني أتفهم وضعها عندما تكون مضغوطة ومرهقة، وأحاول التخفيف عنها، فأسهل الطريق ولا أعرقله، ولا أخفض من منعوياتها. فأنا لا أعمل مع شخص لا أشعر بارتياح معه، لأنني أقدم خدمة ولا أبيع منتجا. كما أنني أحضر بنفسي كل الحفلات التي أنظمها.

ولا بد من الاشارة الى أن الزفاف هو تجربة تحصل مرة واحدة في العمر، لذلك يجب أن تكون ممتازة، وخالية من الشوائب.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أسعى الى البقاء دوما على اطلاع تام على الأفكار الجديدة في هذا المجال، والمحفاظة على الاستمرارية في عملي.

ولا بد من الاشارة الى أننا نشارك بشكل دائم في مؤتمرات ومعارض عالمية، ومؤخرا مثلا تم اختياري من بين عدد كبير من منظمي الأعراس في لبنان، للمشاركة في مؤتمر سيضم 150 منظم للحفلات من جميع أنحاء العالم.

- كيف تقيمين واقع المرأة اللبنانية اليوم؟

لا بد من القول أن وضع المرأة اليوم هو أفضل من ما كان عليه في الماضي، حيث كانت العقليات خاطئة. فاليوم تقدمت المرأة، وأصبحت تتمتع بالكثير من الحقوق. لذلك أنا أطالب بحقوق المرأة الى حدود معينة؛ مثل العنف الأسري، واعطاء الجنسية وغيرها. لكنني لا أحبذ المساواة الكاملة مع الرجل.

- ما هي نصيحة "Joelle Hassoun" الى المرأة؟

أنصح المرأة أن تتعلم وتحصل على شهادات عالية، وتعمل وتكتسب خبرات واسعة، كي تبقى على اضطلاع بكافة الأمور، وتتمكن من الاتكال على نفسها. لكن الى جانب مسيرتها المهنية، لا يجب أن تنسى أنها امرأة وأن تقوم بواجباتهم الكاملة، وتركز على رسالتها الأساسية: "الأمومة".