يعاني الكثير من الناس من حالات الإجهاد بسبب الجلوس لساعات طويلة على مكاتبهم امام شاشات  الكومبيوتر، أو بسبب إستخدام الإنترنت لوقت طويل، وعادة ما يسعى الموظفون للحصول على عطلة طويلة تمتد لأكثر من 4 أو 5 أيام كمحاولة للتخلص من هذا الإجهاد الكبير الذي يمكن أن عائقا أمام تقدمهم في العمل.

ولكن دراسة جديدة قام بها مركز "بيو للأبحاث" (Pew Research Center) أثبتت أن تصفح الإنترنت والتواصل عبر الشبكات الاجتماعية لا يسبب إجهادا للمستخدمين، لكن مع ذلك، تعاني النساء اللواتي يستخدمن التقنية إجهادا أقل مقارنة بغيرهن.

وكشفت الدراسة التي أجريت على 1801 شخص بالغ، أن النساء اللواتي يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي بانتظام ويرسلن الرسائل الإلكترونية وينشرن الصور عبر أجهزتهن الذكية هن أقل إجهادا بنسبة 2%.

كما وجدت الدراسة أن النساء اللواتي يستخدمن موقع التدوين المصغر "تويتر" مرات عديدة في اليوم، ويرسلن أو يستقبلن 25 رسالة إلكترونية يوميا ويشاركن صورتهن عبر الأجهزة الذكية كل يوم، يواجهن 21% إجهادا أقل مقارنة من النساء اللواتي لا تستخدمن تلك التقنيات أبدا.

أما فيما يتعلق بالرجال فلم تجد دراسة (Pew Research Center) اختلاف في مستويات الإجهاد بين الرجال الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، والهواتف الخلوية، أو الإنترنت، وبين الرجال الذين لا يفعلون ذلك.

وقال مدير مركز "بيو" للإنترنت لي ريني "عندما بدأنا بهذه الدراسة إعتقدنا أننا سنتوصل الى النتائج المعروفة سابقا في هذا الموضوع، وأننا سنزيد الأدلة التجريبية التي افترضت لمدة طويلة أن الاستخدام المكثف للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يخلق ضغطا من شأنه التسبب بالإجهاد للمستخدمين. لكن ما توصلت إلية الدراسة كان مفاجأة كبيرة، حيث أثبتنا بأن استخدام التقنيات التكنولوجية والإنترنت لا يرتبط إرتباطا وثيقا بالإجهاد".

وإعتمدت هذه الدراسة على إجابات الناس عن 10 أسئلة غالبا ما تستخدم في قياس الإجهاد المحسوس، ثم أُخذت النتائج مقابل استخدام التقنية وإدارك الأحداث الحياتية للأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولفتت الدراسة الى أن النساء اللواتي تستخدمن الشبكات الاجتماعية تتعرضن لإجهاد أكبر عند إداركهن مثلا لألم أو مشكلة يعاني منها أصدقاءهم أو المقربين منهم من خلال وسائل التواصل الإجتماعي.

ولاقت النساء زيادة في الإجهاد عندما علمن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي عن وفاة طفل أو شريك أو زوج صديق مقرب، كما عانت أيضا المزيد من الإجهاد عندما علمن دخول صديق المستشفى أو التعرض للضرر.

في المقابل، عانى الرجال من الإجهاد فقط عندما علموا من خلال وسائل التواصل عن حدثين مر بهما أصدقاؤهم وهما فقدان وظيفة أو التعرض للاعتقال مثلا.

وقال أستاذ الاتصالات بجامعة "روتجرز" كيث هامبتون،  الذي قاد فريق البحث "وجدنا أن النساء قادرات حقا على تحمل الأعباء على أكتافهن، بينما كان الرجال أقل حساسية".

من جهة، أثبت بحث سابق لمركز "بيو للأبحاث" أن هناك فوائد من الاتصال.  الذي يحصل بواسطة وسائل التواصل الإجتماعي، وكانت هناك مقارنة بين أشخاص يستخدمون وسائل التواصل الإجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" وأخرين لا يستخدمون هذه الوسائل، وبينت المقارنة أن الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل بطريقة مستمرة  لديهم عدد أكبر من الأصدقاء، وثقة أكبر في الناس.

يُذكر أن هذه النتائج استندت على دراسات استقصائية عبر الهاتف وشملت 1801 شخص بالغ من الولايات المتحدة الأميركية ويقدر هامش الخطأ فيها بـ 2.6% فقط.