شكّل مرفأ بيروت أهم محطة للتجارة الدولية في الشرق الأوسط والدول الأوروبية وما زال حتى اليوم، فعلى الرغم من تراجع كافة القطاعات الإقتصادية تحت تأثير الأزمات الأمنية والسياسية والحرب السورية الدائرة، برز نشاط المرفأ الذي يغرد "خارج السرب"، على حد تعبير رئيس الغرفة الدولية للملاحة إيلي زخور في حديث خاص لـ"لإقتصاد".

وقال زخور أن كل القطاعات الاقتصادية ما عدا قطاع المصارف في لبنان، تشهد تراجعاً كبيراً جداً باستثناء "مرفأ بيروت".

وأوضح بأن نشاط المرفأ في الأشهر الـ11 الأولى من العام 2014 في وزن البضائع المستوردة والمصدرة، سجلت 7 مليون و 523 ألف طن مقارنة بـ 7 مليون و 501 ألف طن بالأشهر الـ11 الأولى من العام السابق 2013، أي زيادة بنسبة 1%.

ولفت إلى أن مرفأ بيروت يعتمد على "الكونتاينر"، وأن حوالي 80% من نسبة البضائع التي تستورد الى بيروت تأتي موضبة بالحاويات  – الكونتاينر- ، ولفت إلى أن العدد وصل في الأشهر ال11 الأولى من العام 2014 الى مليون و113 ألف حاوية، مقارنة بـ مليون و25 ألف حاوية في نفس الفترة من العام  السابق، أي زيادة بنسبة 9%، مشيراً إلى أن الزيادة بعدد الحاويات في مرفأ بيروت أتت من وراء الزيادة بحركة المسافنة - بواخر ضخمة تأتي من الخارج محملة بالبضائع لعدة بلدان -  ويتم تفريغها في المرفأ بحيث تأتي بواخر أصغر حجماً وتقوم بنقل البضائع إلى البلدان المقصودة. وقد وصل عدد الحاويات برسم المسافنة إلى 412 ألف حاوية مقارنة بـ330 ألف حاوية في نفس الفترة من العام 2013، أي زيادة بنسبة 25%.

وقال إن إستفادة مرفأ بيروت تكمن في كلفة تفريغ وتحميل البضاع، و أن المسافنة تعتمد على "إغراء" الشركات من حيث السعر المناسب، والتسهيلات الجيدة، دون وجود عائق التأخير، مما يعكس الحالة الإيجابية في نشاط المرفأ من حيث حركة المسافنة.

وأوضح أن مرفأ بيروت يتم اعتماده اليوم من قبل شركتين بحريتين واحدة سويسرية تعد ثاني أقوى شركة عالمية وأخرى فرنسية تحتل المركز الثالث، ويستخدمان مرفأ بيروت كمحطة لحركة المسافنة نحو المرافئ المجاورة، مع العلم هناك عدة شركات تطلب من المرفأ القيام بحركة المسافنة، ولكن هناك تردد خوفاً من الإزدحام في الحركة.

  وعن حركة التوسيع من جهة الغرب قال زخور: "بعد القيام  بحركة التوسيع من جهة الشمال تحسن الوضع في المرفأ، إنخفض الإزدحام، وأصبح للمرفأ قدرة على إستقبال كمية أكبر من حركة المسافنة، ولكن الخوف من عدم القدرة على إستيعاب حركة المسافنة دفع بالتوسيع من الجهة الغربية".

وقلل رئيس الغرفة الدولية للملاحة إيلي زخور من أهمية تراجع عائدات المرفأ بنسبة 3% في الأشهر الـ11 الأولى من العام الحالي 2014 حيث وصلت الى 195 مليون و742 ألف  دولار مقارنة بـ201 مليون و 221 ألف دولار في نفس الفترة من العام الماضي". مؤكداً بأن المرفأ سوف يعوض هذه النسبة وأكثر، في هذا الشهر وقبل نهاية العام تحديداً".

ولفت إلى أن مرفأ بيروت سوف يسجل هذا العام رقماً قياسياً من حيث عدد الحاويات والتي من المتوقع أن تصل إلى ما فوق مليون و210 آلاف حاوية عند نهاية العام، وصلت في العام 2013 الى مليون و117 ألف حاوية.

وشدد على ضرورة القيام بحركة التوسيع في المرفأ لأن الإزدحام قد يحصل من جديد في العام 2016. وقال أن الحركة الإجمالية لمرفأ بيروت وصلت الى 8 مليون و 268 ألف طن في العام 2013، بينها 6 مليون طن "كونتاينر"، والباقي "جنرال كارغو- "، ومنهم مليون طن حديد.