استضافت ندوة "حوار بيروت" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من نادي الصحافة في فرن الشباك، مع الزميلة المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "على ماذا تقفل 2014؟ وكيف نستشرف سنة 2015؟"، رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين د.فؤاد زمكحل، عميد كلية الإقتصاد في جامعة القديس يوسف د. جوزف الجميل، نائب رئيس الجامعة الأنطونية وعميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة د.جورج نعمة. ويشارك في الحوار الصحافيين لينا حشا، ناجي يونس، شانتال فخري وعدد من طلابAUL.

في البداية قال زمكحل أنه إبتداءا من الأسبوع القادم، سيبدأ اللبنانيين بالإستماع الى المنجمين على شاشات التلفزة، ولكن نحن كرجال أعمال لسنا منجمين بل نرى الوقائع التي تحصل ونبني توقعاتنا عليها.

وقسم زمكحل العام 2014 الى قسمين، حيث إعتبر أن القسم الأول من العام كان إستكمالا للعام 2013، حيث إستمر الفراغ المؤسساتي والمشاكل الأمنية، أما القسم الثاني من العام فقد إنتقل لبنان الى حالة حرب بسبب الأحداث التي تجري على الحدود والخطر الذي تشكله المجموعات الإرهابية.

ولفت الى أننا اليوم نعيش في حالة حرب وإقتصادنا هو إقتصاد حرب في المرحلة الحالية، كما أن الأزمة الإقليمية تتفاقم في سوريا والعراق، كما أن لبنان تم إدراجه من بين الدول التي تشهد حالة حرب مما إنعكس سلبا على الإستثمارات الخارجية والداخلية.

وأضاف زمكحل أن رجال الأعمال اللبنانيين معتادين نوعا ما على الأوضاع غير المستقرة، ولكن هناك تغييرات كبيرة طرأت على الوضع في لبنان، فالتصنيف الإئتماني يتخفض، كما أن المردود على الإستثمار أصبح منخفضا، وهذا يدفع المستثمرين اللبنانيين للإنتقال الى الإستثمار في بلدان أخرى حتى لو كانت أوضاع تلك البلدان غير مستقرة أمنيا مثل العراق وأربيل، ولكن المردود الإستثماري ومعدلات النمو هناك أعلى بكثير.

وإعتبر زمكحل أنه لا يوجد بوادر حل للمشاكل  الموجودة حاليا، فالأنقسام السياسي يزيد، والفراغ الرئاسي مستمر، كما أن الأزمة السورية والإقليمية تتدهور، فالعلاقات السعودية الإيرانية في حالة سيئة جدا وهذا يترجم بتراجع أسعار النفط الذي ينعكس إيجابا من ناحية الفاتورة النفطية وأزمة الكهرباء في لبنان، ولكنه من جهة أخرى سينعكس سلبا على الإستثمارات الخارجية.

وختم بأنهم كرجال أعمال يحاولون التفتيش عن أسواق جديدة، لافتا الى أن المشكلة الأكبر التي تواجه لبنان في 2015 هي النزوح السوري الكبير، وأن هذا الملف مثير للقلق لأنه حتى بعد إنتهاء الأزمة السورية، هناك عدد كبير من النازحين سيكونون غير قادرين على العودة الى بلادهم.

من جهته عميد كلية الإقتصاد في جامعة القديس يوسف د. جوزف الجميل أنه يشاطر د.فؤاد زمكحل في كل ما قاله، ولكنه إعتبر أن هناك الكثير من المؤسسات اللبنانية المستعدة للإستثمار والبقاء داخل لبنان، وتوظيف الشباب اللبناني، لافتا الى أنهم يلمس ذلك من خلال طلابه في الجامعة.

وأضاف الجميل أنه إذا أردنا أن نكون واقعيين فإن الصورة ليست مشرقة، والوضع الإقتصادي سيء جدا وكذلك الوضع الإجتماعي والأمني.

كما تطرق الى مؤشر ميزان المدفوعات، لافتا الى ان هذا المؤشر في حالة تراجع منذ العام 2011، وهذا يعطي إشارات سلبية جدا.

وختم أنه بالرغم من كل شيء، نحن بحاجة في لبنان للبدء بإصلاح بنيوي ووضع رؤية إقتصادية مدروسة وواضحة، وكلما تأخرنا في هذا الأمر ستكون تداعيات الأزمات أكبر مما نشهده بكثير.

وفي سؤال للزميلة ريما خداج عما ينتظر لبنان في عام 2015 قال نائب رئيس الجامعة الأنطونية وعميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة د.جورج نعمة أنه لا يمكن أن يكون هناك جواب قاطع عما إذا كنا متشائمين أو متفائلين بالنسبة للعام القادم، لافتا الى أنه في بداية العام 2014 كان هناك توقعات إيجابية بنيت على البداية الجيدة لهذا العام، ولكن ما حصل من تدهور أمني وإنقسام سياسي، وتأجيل لللإستحقاقات الدستورية، أثر على الوضع الإقتصادي، وضرب شهية المستهلك والمستثمر.

وأضاف أن مشكلتنا في لبنان لم تبدأ مع الأزمة السورية والنازحين السوريين، بل هي موجودة من قبل، فلبنان بنى إقتصاده على القطاعات الخدماتية، وهذا ما جعلنا نتأثر مع أي هزة أمنية أو سياسية، لذلك فإن المشكلة في لبنان هي مشكلة بنيوية، وهذا يجعلنا بحاجة الى البدء بإصلاح بنيوي، وبناء إقتصاد لبناني صناعي وزراعي منتج.