"لا يمكن تحقيق خطوة عملاقة وحيدة، بل يجب صعود السلم درجة بدرجة من أجل النجاح!". هذا ما أكدت عليه المصممة اللبنانية ومالكة العلامة التجارية "AURA Headpieces"، كارولينا شماس، في حديث خاص مع "الاقتصاد"، تمحور حول مشوارها في مجال الموضة، ونظرتها لواقع المرأة اللبنانية.

- لماذا اخترت التخصص في مجال الموضة؟ وكيف قررت اطلاق "AURA Headpieces"؟

لطالما تأثرت بالموضة وبأساليب النساء في ارتداء الملابس والاكسسوارات على مر الزمن وفي الثقافات المتنوعة. فحصلت على ماجستير في ترويج الأزياء في مدرسة الموضة المرموقة "Istituto Marangoni" في لندن، وشهادة من جامعة "Central Saint Martins". كما شغلت منصب مدير للعلامات التجارية "Dolce & Gabbana"، "Marc Jacobs"، "ٌRoberto Cavalli"، لدى مجموعة "Aishti"، ثم دخلت الى عالم مجلة "ELLE" المتخصصة بالموضة.

بعد أن تعمقت في صفحات هذه المجلة يوميا ولسنوات عدة، وجدت أن هناك فجوة حقيقية في سوق المجوهرات الخاصة بالشعر. علما أنني كنت أبحث دوما عن هذا النوع من الاكسسوارات، لكنني لم أجده يوما! لذلك بدأت بتصميم بعض القطع لنفسي ولأصدقائي وزملائي. وبعد أسابيع قليلة ولدت "AURA Headpieces"، يوم 15 آب 2012.

- لماذا اخترت هذه التسمية لعلامتك التجارية؟ ومن أين أتيت بالتمويل اللازم للبدء؟

لقد كنت دوما مفتونة بعالم اليوغا والشفاء والطاقة الإيجابية. وأحد أعز أصدقائي اقترحت اسم "أورا"  أي "هالة"، وأنا أحببته على الفور وأسميت العلامة التجارية "AURA Headpieces".

أما بالنسبة الى التمويل، فلقد كنت محظوظة كثيرا لأنني حظيت بتشجيع واسع منذ البداية، وبدعم معنوي ومالي غير مشروط من قبل والديّ.

- ما الذي يميز تصاميمك عن غيرها؟ وكيف تواجهين المنافسة؟

"AURA" تختلف عن غيرها بأنها علامة تجارية ذات نظرة خاصة، وأسلوب فريد من نوعه. كل قطعة أصممها تحتوي على شيء مشترك، وتسرد قصة مختلفة؛ قصة فتاة الـ"أورا".

كما أن تصاميمي أنيقة وذات أسلوب "هيبي"، ويمكن ارتداءها في النهار أو الليل، خلال حفلة أو نزهة على الشاطئ... ببساطة أقول أن "AURA" هي أفضل صديقة لكل فتاة!

- من هم زبائن "AURA Headpieces"؟

زبائني هم أشخاص من كل مكان، من الثامنة وحتى الثمانين عاما، فالعمر حقا لا يهم!

فتاة الـ"AURA" منفتحة على ثقافات العالم المختلفة، وهي على استعداد دائم لمحاولة الأفكار الجديدة والمتميزة. كما أنها مغامرة، جريئة، تتبع صيحات الموضة، ومرحة. والأهم أنها تتمتع بهالة إيجابية.

- كيف تجاوب السوق اللبناني مع تصاميمك؟ وهل تمكنت من ايصال علامتك التجارية الى خارج لبنان؟

أنا ممتنة جدا للسوق اللبناني الذي استجاب بشكل كبير لعملي، وأقدر ذوق المرأة اللبنانية الراقي.

اشارة الى أنني تمكنت من بيع تصاميمي في نيويورك ولندن وباريس وإيطاليا وألمانيا ودبي وحتى في الفلبين، وارتدتها نجمات عالميات مثل كلوي كرداشيان. كما أن منتوجات "AURA Headpieces" متواجدة اليوم "Galeries Lafayette" في دبي.

- من أين تستوحين الأفكار الجديدة لتصاميمك؟

"AURA Headpieces" تتمحور حول انصهار الثقافات، وتجمع ما بين أميرات الشرق الأوسط واليونان والدولة العثمانية، والالهات العربيات، وبين الموضة الغربية والمعاصرة.

كما تمثل العلامة التجارية شغفا للإبداع الحرفي، وتشكل وسيلة لايصال رؤيتي حول الموضة. ففتاة الـ"AURA" تتميز بالحداثة، والإثنية، والمغامرة وتعدد الثقافات، والاحتفال بالأنوثة.

- ما هي أهم الصعوبات التي تواجهك في مهنتك؟

أنا أواجه بعض الصعوبة في التواصل مع غيري من الحرفيين لأن التكنولوجيا (رسائل البريد الإلكتروني، وسائل الاعلام الاجتماعية)، مهما بدت متطورة، لن تكون يوما كافية لتمثيل وايصال علامة تجارية ما. فمن الأفضل دائما أن نرى المنتج بشكل مباشر، ولمسه وتجربته. مما يعني أنه علي أن أكون في حركة دائمة، والسفر إلى دول مختلفة من أجل تقديم علامتي التجارية.

- هل واجهت يوما أي تمييز لمجرد كونك امرأة؟

لم أواجه يوما هذا النوع من التمييز لأن المنتج الذي أقدمه هو نسائي بحت، وبالتالي أتعامل أكثرية الأوقات مع النساء.

- ما الذي ساعدك برأيك على تحقيق النجاح المهني؟

أعتقد أن كل خطوة من حياتي، بداية من اللعب بالملابس كطفلة، مرورا بالمشاريع التي عملت عليها في "Istituto Marangoni"، والوظائف المختلفة التي شغلتها، وخصوصا في مجلة "ELLE"، ساعدتني على الوصول الى مكاني الآن، ودمجتني أكثر وأكثر في عالم الموضة.

- ما هي رؤيتك للمستقبل؟

الخطة التي أعمل عليها اليوم هي افتتاح أول متجر لـ"AURA by Carolina" في منطقة بيروت - مار مخايل. ولقد تحقق هذا الأمر في الرابع من كانون الأول الجاري.

كما أتمنى الاستمرار في تصميم اكسسوارات الشعر والرأس، اضافة الى قطع ومفاهيم مميزة أخرى.

- ما هي برأيك المعوقات التي تقف في طريق تقدم المرأة في لبنان؟

أعتقد أن كل امرأة تستحق أن تطالب بحقها في ملاحقة أحلامها وتطلعاتها، خاصة في عالم الموضة. علما أن هذه الفكرة أصبحت تلاقي ترحيبا وتشجيعا أكبر في الشرق الأوسط يوما بعد يوم، خصوصا مع ازدياد عدد المصممين الناشئين.

- كيف تقيمين وضع المرأة اللبنانية اليوم على صعيد الحقوق؟

أنا أرى أن المرأة حققت الكثير في لبنان، في الأعمال الحرفية، والحياة الاجتماعية، والجمعيات الخيرية، والإنجازات الاقتصادية والفنية... فالمرأة اللبنانية لا تتمتع فقط بالذوق الرائع والراقي، بل لديها أيضا فطنة قوية في مجال الأعمال، أتاحت لها الوصول الى أعلى المناصب.

- كيف تقيمين دور الرجل في حياتك المهنية؟

للرجل دور أساسي في رحلتي المهنية، فلقد ساعدني في غالبية الأوقات من الناحية المادية. كما حصلت على مساعدة من الرجال في أمور المحاسبة والتمويل، خاصة أنني لست ضليعة فيها، فيما أنها جوهر كل الأعمال التجارية!

- هل لديك طموح سياسي؟ وهل تعتبرين أن الكوتا النسائية أمر ضروري من أجل انخراط المرأة في الحياة السياسية؟

السياسة لا تهمني على الإطلاق، لكنني أعتقد أنه يجب أن يكون هناك حصة للنساء في البرلمان، لأن المرأة ستركز بشكل كبير على القضايا الحياتية والاجتماعية، مثل المساواة بين الجنسين، والرعاية النهارية، وكبار السن، والرعاية الاجتماعية للأطفال... كما أنها أقل فسادا من الرجل! فلو كانت النواب النساء هن الأكثرية في المجلس النيابي، لما وصلنا الى وضعنا الحالي، وكنا سنعيش في بلد أفضل.

- في النهاية، ما هي نصيحة كارولينا شماس الى المرأة؟

أتمنى لو صدقت أصدقائي وعائلتي عندما قالوا لي: "لا يمكن تحقيق خطوة عملاقة وحيدة، بل يجب صعود السلم درجة بدرجة من أجل النجاح!". وهذا الأمر صحيح 100%.