فارس نجيم​، 48 عاماً، هو واحد من أكثر القادة احتراماً و درايةً في صناعة الخدمات المالية مع أكثر من 26 عاما من الخبرة، ولد في الكويت لوالدين لبنانيين، وانتقلوا الى بروكلين في الولايات المتحدة حين بلغ من العمر 8 سنوات، دون أن يتكلم اللغة الإنكليزية. واجه في صغره مشاكل عائلية ومالية، ما اضطره للعمل في عمر الـ14 في مختلف المجالات كالميكانيك ومحطات الغاز ومحلات الخضار، من أجل مواصلة تعليمه حتى حصل على درجة الليسانس في الإقتصاد الكمي من "جامعة بيس".

شغل منصب المحلل لدى "غولدمان ساكس" في الفترة ما بين 1985-1987، ثم عمل في "بير ستيرنز"، الذي كان واحداً من أكبر البنوك الإستثمارية وشركات المضاربة في الولايات المتحدة والعالم، وارتقى ليصبح واحدا من كبار المصرفيين الاستثماريين، كما استطاع إقامة علاقات مربحة طويلة الأمد مع شركات "جنرال موتورز"، "فورد"، و"سبرينت" و"لوسنت".

في "بير ستيرنز" شغل نجيم منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، وعضواً في اللجنة الإستشارية للرئيس، بعد أن شغل سابقا منصب رئيس اللجنة. وقام نجيم بقيادة الفرق المصرفية التي تعمل في توفير خدمات أسواق رأس المال الإستشارية والإستراتيجية لعملاء الخدمات المصرفية الإستثمارية الرئيسية المحلية والدولية، بما في ذلك مجموعة واسعة من الشركات العالمية للشركات والحكومات ذات السيادة. وكان رئيس مجموعة أسواق رأس المال للشركة 1992-1997 .

ويصفه الرئيس التنفيذي لـ"بير ستيرنز" السابق جيمي كاين بـ"أرنب إنرجايزر الذي لا يتوقف" أي رمز بطاريات "إنرجايزر" الشهيرة.

لا أحب أنصاف الحلول بل الفوز بكل الفرص

وفي عام 2008، أعلن "بير ستيرنز" إفلاسه والإستحواذ عليه من قبل "جي بي مورغان تشيس" بسبب أزمة الرهن العقاري وتفاقمها وقد منحته الحكومة الأميركية قرضاً لحمايته من الانهيار لكن الوضع كان حرجا للغاية مما أدى إلى انهياره وتجاهل خطط انقاذه.

في هذه الفترة جاء انضمامه لـ"ميريل لينش"، حين كان البنك يريد تعزيز مكانته في الشرق الأوسط، فأوكل الرئيس التنفيذي للبنك، جون ثين، هذه المهمة لرئيسه غريغوري فليمينغ، وذلك بالتزامن مع بدء مشاكل "بير ستيرنز"، فبسرعة دعا فليمينغ نجيم، كما فعلت العديد من البنوك الإستثمارية الأخرى.

رأى القيّمون على "ميريل لينش"، في نجيم، مسؤولاً تنفيذياً مع خلفية قيمة فهو يتحدث العربية بطلاقة، ومهارات عميل مهمة، كما كان لديه نهماً إضافياً ناتجاً عن تجربته في "بير ستيرنز" . يقول فليمينغ " فارس لديه عين النمر"، ففارس كان معروفاً جيدا في رسائله الإلكترونية التي تتعلق بالعمل عند الساعة الـ 03:00 فجراً، ويضيف "هو عاقد العزم على وضع لمسته الخاصة . "

فارس نجيم هو اليوم نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لـ"بنك أوف أميركا ميريل لينش"، كما أنه عضوا في الفريق العالمي لقيادة الشركات والخدمات المصرفية الإستثمارية. بالإضافة إلى ذلك، فهو الرئيس العالمي لصناديق الثروة السيادية، حيث انه مسؤول عن تقديم خدمات "بنك أميركا" المتكاملة لعملاء الثروة السيادية في كافة قطاعات الأعمال والمناطق على الصعيد العالي. نجيم عمل أيضاً في مجلس الكلية الدولية وكذلك المجلس القومي للتعليم الإقتصادي .

وكان لنجيم دور فعال في قيادة الكثير من الصفقات الناجحة لا سيما في قطاعات السيارات والاتصالات السلكية واللاسلكية؛ قد النصائح في معاملات "M & A" بلغت قيمتها أكثر من 300 مليار دولار، ومن المشورات التي قدمها كانت لـ"طومسون" في عملية الإقتناء ذات الـ17 مليار دولار في "رويترز" . كما قام بتسهيل عمليات تمويل يصل مجموعها إلى ما يزيد عن 1 تريليون دولار.

وعند سؤاله عن نشاطه المفرط في عمله، يقول نجيم "إذا كبرت جائعاً، لن تريد العودة إلى الوراء" ويضيف  "لا يمكنك أن تكمل نصف الأشياء في هذا العمل. يجب أن تفوز في كل فرصة.  هي المنافسة التي أحبها حقاً."

فارس نجيم المواطن الأميركي الآن، يزور بيروت مرة في السنة للحفاظ على لهجته اللبنانية العربية.